الحيتان يبحثون عن الربح من جثث كورونا
بقلم – عبد الناصر محمد:
تابعت في الفترة الماضية ومنذ اندلاع العطس الصيني ” كورونا” ما هي طلبات رجال أعمالنا وما هي مواقفهم تجاه أوطانهم في ظل أزمة كورونا على أمل ان يكونوا قد وجهوا بعض ارباحهم تجاه توفير بعض المستلزمات الطبية أو المساهمة في توفير دواء لعلاج كورونا من باب المسئولية الاجتماعية أو من باب استمرار مشروعاتهم وعدم توقفها.
لكن لم أكن متفاجئاً حينا أرى أحد كبرائهم يطالب الحكومة ورئيس مجلس الوزراء لمناشدة رئيس الجمهورية لتخصيص جزءمن المبلغ المخصص لمواجهة آثار فيروس كورونا المستجد لتسريع إجراءات سداد جزء من مستحقات المصدرين المتأخرة لدى صندوق المساندة وذلك حتى يتمكنوا من الحد من الخسائر اليومية التي يتعرضوا لها والمتوقع استمراراها خلال الفترة المقبلة لحين الانتهاء من تلك الأزمة المالية العالمي.
كما طالب آخر بتأجيل تسليم المشروعات المسندة إليهم والأقساط البنكية 6 شهور بسبب كورونا.
كما طالب رجال أعمالنا من الحكومة إقرار مزيد من المحفزات للقطاع الصناعي فى الفترة الحالية للتغلب على التحديات التى تواجه النشاط بسبب استمرار انتشار فيروس “كورونا” ويرى “الصناع” أن الحكومة يجب أن تدعم أسعار الطاقة مع منح إعفاءات ضريبية مؤقتة حتى يتمكن القطاع من الحفاظ على العمالة ووفرة السلع والأسواق التصديرية.
كما ان كبار رجالنا طالب بضرورة دعم السياحة وذلك من خلال تقديم دعم من الحكومة للمستثمرين في هذا القطاع.
وهناك حرب تكسير عظام تظهر جلية على السطح بين المستوردين من الصين والمنافسين المستوريدين من دول أخرى.
فالرأي الأول يؤكدون ان استيراد السلع من الصين لن يتأثر لأن هذه السلع لا تنقل فيروس كورونا مشيرين ان الفيروس لا يمكن انتقاله عبر السلع والمنتجات التي يتم استيرادها من الصين خاصة وأنه ينتقل عبر التنفس والرذاذ الذي يصاحبها كما أن الصين قامت بعزل المناطق المصابه فضلا عن اعلانها شفاء اول حالة من المصابين.
أما المنافسون فيطالبون بضرورة توخي الحذر واتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية ضد واردتنا من الصين.
خاصة أنه تم استيراد حوالي 550 ألف طن أرز صيني مستوردء بجانب أن 95% من الللب السوري الذي نأكله صيني وبالتالي يجب تشديد الرقابة على الواردات الصينية وليكن وقف حركة الاستيراد حتى تنتهي الأزمة خاصة أنه يتم استيراد نحو 25 إلى 27% من احتياجاتنا من الصين.
هذا هو ديدن الحيتان السعي وراء المال بشراه دون أي مسئولية تجاه أوطانهم التي منتحتهم هذه الأموال.
فإلى متى يظل رجال أعمالنا يتصرفون بهذا النهم تجاه أوطانهم التي لم تتدخر جهداً لمساندتهم فقدمت لهم خلال الخمس سنوات الماضية الكثيروالكثير من الحوافز والتشجيع فكيف بالله عليك في ظل هذه الظروف التي تنر بها ويطالبون بأخذ أموالهم ودعومهم من الأموال المخصصة لمواجهة كورونا
لا تعجب فنحن في زمن تحقيق الربح على جثث كورونا.
وفي المقابل في تونس الشقيقة أطلق عدد من كبار رجال الأعمال في تونس مبادرة تتمثل في تخصيص مبالغ مالية هامة لمعاضدة جهود الدولة التونسية في التصدي لإنتشار فيروس كورونا وفق ما أفاد به منسق المبادرة حافظ الغريبي.
وأوضح الغريبي أنه تم الإتفاق مع المتطوعين أصحاب كبرى المجموعات الاقتصادية التونسية بأن لا تقل نسبة مساهمة كل واحد فيهم عن 100 ألف دينار مؤكدا قبولهم وترحيبهم بهذه البادرة.
كما بين الغريبي أنه تم الاتفاق مع وزارة المالية على فتح حسابات خاصة بالمبادرة في القباضات المالية مع إمكانية فتح حساب على الشبكة البريدية وذلك في محاولة لفتح المبادرة على صغار رجال الأعمال و عموم المواطنين.
هذا هو الفرق بين رجال أعمالنا الذي لا هم لهم إلا الربح في اليسر والعسر وبين رجال أعمال يرون ان الدنيا بدون أهاليهم ومجتمعاتهم التي منحتهم هذه الثروات لا خير فيها