بقلم الشاعرة – إسلام العيوطي:
طَـوَّفْتُ فِي لُجَجِ الْهَوَى بدفَاتِرِي
والشَوْقُ يَبلُغَ مَكةً بشعَائِرِي
هَامتْ عُيُونُ القلبِ تَرجُو رَبهَا
لتَحُجَّ للبيتِ الحَرامِ العَامرِ
كُلُّ الْكَلامِ بِحُسْنهِ مُتَحيِّرٌ
فسَبحتُ فِي بحْرِ اهتداءٍ زاخـرِ
سُبْحَانَ مَنْ زَرَعَ الْحَنِينَ لِمَكَّةٍ
فَغَدَتْ مَزَارِي بِالْفُؤَادِ السَّاهِرِ
سُبْحَانَ مَنْ أَهْدَى لَنَا أُمَّ الْقُرَى
لَوْلَاهُ مَا فُزْنَا بِجَـنَّــةِ زَائِرِ
سُبْحَانَ مَنْ يَهْفُو الْحَجِيجُ لِبَيْتِهِ
يَبْقَى الْمَلَاذَ لِتَائِبٍ وَمُهَاجِرِ
سُبْحَانَ مَنْ يَرْنُو العباد لِعفوهِ
جمعَ القلوبَ على الصَعِـيدِ الطَاهرِ
ناشدتُ ربِي، والدمُوعُ كلِيلةٌ
وَالرُّوحُ فِي ركبِ الحَجيجِ كطَائِرِ
ولِروضةِ المُختارِ تَهفُو رُوحُنَا
والمسْكُ منهَا عَاطرٌ فِي عَاطرِ
سَحبتْ فُؤادِي المُسْتَهامَ بلُطفِهَا
فشرِبتُ زَمزمَ حُسنَها فِي خَاطِرِي
لأَطُوفَ سَبْعًا ، ثُمَّ أَسْعَى بِالصَّفَا
ولمَرْوَةٍ فَاضتْ جُمُوعُ مَشَاعرِي
وَبِيَوْمِ تَرْوِيَةِ الْقُلُوبِ يَضُمُّنِي
جُودٌ وإحسَانٌ، بلُطفٍ غَامِرِ
ونَهَلتُ من عَرَفَاتَ أَنسَامَ التُّقَى
والنُورُ فِيهَا مُؤنسِي ومُؤازرِي
قَلْبِي لِـمُزْدَلفٍ يَهِيمُ تَشَوُّقًا
وَالرُّوحُ تَهْفُو لِلنَّعِيمِ الْآسِرِ
ذَا يَوْمُ نَحْرٍ، كَمْ يَجِيءُ بِحُسْنِهِ
عِيدٌ، نُكَبِّرُ بِالدُّعَاءِ الْعَاطِرِ
الـلَّـهُ أَكْبَرُ.. بِالْحَنَاجِرِ رُدِّدَتْ
بَيْنَ الضُّلُوعِ كَمَا الْيَقِينِ الْوَاقِرِ
رَبَّاهُ ضَاقَ الْكَوْنُ مِثْلَ نُفُوسِنَا
فَامْحُ الذُّنُوبَ..فَمَا سِوَاكَ بِغَافِرِ
أَتُرَاكَ رَبِّي قَدْ قَبِلْتَ نِدَاءَنَا
وَعَطَفْتَ رِفْقًا بِالْفُؤَادِ الْحَائِرِ؟
يَا رَبُّ قَدْ يَنْجُو الْفُؤَادُ بِدَعْوَةٍ
فَاقْبَلْ دُعَائِي يَا عَلِيمَ سَرَائِرِي
لَبَّيْكَ رَبِّي يا مُؤانِسَ وَحشَتِي
أكْرمتَنِي وجَبرتَنِي يا فَاطِرِي
****************
الْأَبْيَاتُ عَلَى نَغَمِ بَحْرِ الْكَامِلِ
التعليقات مغلقة.