بقلم – د . سيد مندور
كاتب وداعية إسلامي
هكذا بشرنا سيد الأنبياء ﷺ إذا كان آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعا أى غفر الله لأمة الإسلام ويوم العيد هو يوم الجائزة فيجب علينا أن نكون من الفائزين فى هذا اليوم العظيم فقبل خروجك من بيتك لصلاة العيد لابد من إخراجك لزكاة الفطر فنتعرف الآن على أحكام زكاة الفطر ..
يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين عند جمهور الأئمة وهذا ما رواه البخاري في صحيحه من أنهم كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.
فربما يسأل سائل هل نخرجها حبوبا أم مالا ؟ فكما أفتت دار الإفتاء المصريه أن إخراج الزكاة نقدا أولى وأنفع للفقير
وسبب ذلك أن الغرض من زكاة الفطرة إغناء الفقراء في يوم العيد عن السؤال وهو يوم ضيافة الله لعباده المؤمنين.
وكانوا يعطون الفقراء الحَبَّ في الغالب كالبر والشعير،إذا أعطوه يوم العيد ولو وقت الفضيلة عند الجمهور -وهو ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد- فربما لا يتيسر لبعض الفقراء طحنه وخبزه والفطر منه.
وفي هذه الحالة تسمى زكاة كما تسمى صدقة، باعتبار أن لفظ الصدقة يشمل المفروض والمندوب، وإنما ورد اختلاف التسمية في حال أدائها بعد صلاة العيد، ففي حديث ابن عباس قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر للصائم طهرة من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أدّاها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بزكاة الفطر قبل صلاة العيد ويقسمها بعدها على المستحقين.
والاحتياط أن يؤدّيها الإنسان قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنه الشهير بالحرص على اتباع السنة.
وهناك سؤال على من تجب زكاة الفطر ؟ .. فهى تجب على كلِّ مسلمٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ، ذكرٍ أو أنثى، حرٍّ أو عبدٍ عن نفسك وعمن تعول أى من تنفق عليهم .
وذلك لما رواه ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما : ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فَرَضَ زكاةَ الفِطرِ صاعًا مِن تَمرٍ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ، على كلِّ حرٍّ أو عبْدٍ، ذكَرٍ أو أنثى من المُسلمينَ))
والسؤال الاخر لمن أعطى الزكاه أى مخارجها ؟ فقد بين لنا الحق سبحانه وتعالى ذلك فقال :
( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [التوبة: 60] .
ثم نأتى إلى الأمر الثانى وهو يوم العيد وصلاته ونتعرف على أحكامه
عيد الفطر
يُعتبر عيد الفطر عيد عبادة للمسلمين؛ حيث يرتبط بركن الصوم، وهو أحد أركان الإسلام، ويكون الفطر بعد الامتناع عن الطعام، وبعد أداء صدقة الفطر، ويتمثل بإظهار الشكر، والحب، والمودة، ويقترن بالفرح والسرور، كما يحظى بمكانة مميزة؛ إذ جعله الله تعالى أحد أبواب الخير من خلال التوسعة على الأبناء، والإحسان إلى الفقراء، وصلة الرحم، وزيارة الأقارب.
التكبير في عيد الفطر
يبدأ التكبير يوم عيد الفطر من غروب شمس ليلة العيد؛ وذلك بعد دخول الشهر الجديد قبل غروب شمس آخر أيام رمضان، كما لو أكمل الناس صيام الشهر ثلاثين يوماً، أو إذا ثبتت رؤية هلال شهر شوال، وينتهي التكبير بالصلاة، أي بعد أن تبدأ صلاة العيد يتوقف التكبير، ويكون إما في المساجد، أو المنازل، أو الأسواق، وهو سنة للرجال والنساء، حيث يجهر به الرجال، وتخفيه النساء دون جهر؛ وذلك لأنَّ المرأة مأمورة بخفض صوتها.
وصيغة تكبيرات العيد عند المصريين من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.
وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي : [وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه] .
وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
أحكام عيد الفطر وآدابه
يمتلك عيد الفطر العديد من الأحكام والآداب :
إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد.
الاغتسال لصلاة العيد، وارتداء أجمل الثياب، والتطيب بأحسن طيب.
تناول عدد من التمرات أو غيرها قبل الخروج من المنزل، وقبل الذهاب إلى صلاة العيد.
الجهر في التكبير عند الذهاب إلى صلاة العيد .
الذهاب من طريق إلى صلاة العيد، والرجوع من طريق آخر.
الحرص على صلاة العيد في المسجد؛ وذلك لأنَّ صلاة العيد سنة من سنن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم.
حضور النساء والأطفال والصغار إلى مصلّى العيد دون استثناء أحد حتّى المرأة الحائض، والعواتق، وذوات الخدور من النساء.
أداء صلاة العيد ركعتين، والتكبير في الركعة الأولى سبع تكبيرات من غير تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية يتم التكبير خمس تكبيرات قبل الفاتحة أيضاً، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما جاء في السنة النبويّة المطهرّة.
الاستماع إلى خطبة العيد، ولا حرج فيمن لا يحضر الخطبة ويكتفي بصلاة العيد.
التهنئة بالعيد.
اجتناب المنكرات والمحرمات في العيد.
اسأل الله تعالى أن يتقبل منا وأن يحفظنا وبلادنا من كل شر وسوء يارب العالمين .
التعليقات مغلقة.