مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

يوسف.. مرآتي في رحلة الحياة

بقلم: د. أسماء الجرف
عضو هيئة التدريس بجامعة الازهر الشريف

قد يهمك ايضاً:

ميناء دمياط يستقبل سفينة حاويات عملاقة طولها 366 مترا

أسعار الفراخ اليوم الإثنين 10 فبراير بالاسواق

قصة يوسف عليه السلام لم تكن مجرد حكاية قرأتها في كتاب ؛ فهي عمل أدبي عميق يتناول قضايا إنسانية جوهرية كالغيرة والحسد والصبر والأمل والكرامة والعفو.
وقد شكلت هذه القصة ، بالنسبة لي ، رحلة استكشاف ذاتية مكثفة ، حيث وجدت فيها انعكاسًا لخبراتي وتجاربي الحياتية.
عندما تتبع خطوات يوسف في رحلته الشاقة ، من الرمي في الجب إلى اعتلاء عرش مصر، لا يسع المرء إلا أن يرى فيها نموذجًا للإنسان الصابر المحتسب ، الذي يثق في قدرة الله على قلب الأقدار. وقد كان صبر يوسف في السجن، على وجه الخصوص ، مصدر إلهام لي في مواجهة تحديات الحياة.
فقد وجدت نفسي أستعيد ذكرياته كلما ألم بي اليأس أو الإحباط ، وأتذكر كيف أن الصبر الثابت على الطاعة كان مفتاح فرجه. ولم يقتصر تأثير قصة يوسف على الجانب الروحي فحسب، بل امتد إلى الجانب النفسي أيضًا.
فقد أدركت أن الأمل هو القوة الدافعة التي تحرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه، وأن يوسف كان مثالًا حيًا على ذلك. فبالرغم من الظروف القاسية التي مر بها، ظل يحمل في قلبه أملًا راسخًا بمستقبل أفضل
كما تعلمت من يوسف قيمة الكرامة والعفة، وكيف أن التمسك بها هو أساس بناء شخصية قوية. فبالرغم من كل الإغراءات التي تعرض لها، ظل ثابتًا على مبادئه، محافظًا على عزة نفسه وكرامته. وقد كان هذا الدرس بمثابة درع واقٍ لي في مواجهة تحديات الحياة.
ولعل أبرز الدروس التي استخلصتها من هذه القصة هو درس العفو والتسامح. فقدرة يوسف على مسامحة إخوته على كل ما اقترفوه في حقه كانت شاهدة على علو نفسه وسماحته.
وقد أدركت أن التسامح هو أقوى من الانتقام، وأنه يحرر النفس من أسر الحقد والكراهية. وفي الختام، يمكن القول: إن قصة يوسف عليه السلام لم تكن مجرد قراءة عابرة، بل كانت رحلة اكتشاف ذاتي عميقة.
فقد ساعدتني هذه القصة على فهم نفسي بشكل أفضل، وعلى مواجهة تحديات الحياة بثقة وتفاؤل. أعتقد أن هذه القصة ستظل مصدر إلهام لي طوال حياتي