مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

يوسف سلامة: يكتب ارتفاع الأسعارهل جشع تجار أم تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا

لا تزال تداعيات الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا تلقي بظلالها سلبا على كثير من الدول العربية، فارتباط النظام الاقتصادي العالمي ببعضه لا يترك أي دولة بمنأى عما يحدث.

قد يهمك ايضاً:

ومن أوضح الأمثلة القفزة التي شهدها الشرق الاوسط  في الأسعار، فقد سجلت الأسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية، من أبرزها زيت الطعام والدقيق ، التي تعدّ أوكرانيا وروسيا مصدرا رئيسا لها.

و تسعى الحكومة المصرية  لكبح جماح الارتفاع في أسعار السلع الغذائية، الذي تفاقم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وتحديداً منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا من خلال إجراءات لتوفير السلع بأسعار مخفضة، إضافة إلى “التعامل الحاسم مع التجار الجشعين”، في وقت يتطلع فيه المواطنون للسيطرة على الأسعار، ومنع أي ارتفاع جديد قبيل شهر رمضان الذي يحل بعد نحو أسبوعين.

وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت أسعار اللحوم باختلاف أنواعها بنسب تتراوح بين 10 و50 في المئة، وفق تصريحات لمسؤولي شعبة القصابين في الغرفة التجارية بالقاهرة، كما ارتفع سعر رغيف الخبز غير المدعم 50 في المئة، مع زيادة سعر طن الدقيق من 9 آلاف جنيه (573 دولاراً) إلى 12 ألف جنيه (765 دولاراً)، كذلك ارتفع سعر طن المعكرونة إلى 10 آلاف جنيه (637 دولاراً) مقابل 8 آلاف جنيه (510 دولارات) قبل 3 أسابيع.

وتعتمد مصر على أوكرانيا وروسيا في استيراد نحو 80 في المئة من احتياجاتها من القمح، إذ استوردت العام الماضي 11.8 مليون طن قمح، و69.4 في المئة منها جاء من روسيا، كما كانت أوكرانيا مصدر 10.7 في المئة منها.

وعلى الرغم من ارتباط زيادة الأسعار بنشوب الحرب في اوكرانيا  ووضح مصدر مسؤل ان كميات السلع الغذائية في الأسواق حالياً مخزنة لدى التجار منذ ما قبل الحرب”، مشيراً إلى “وجود أزمة عالمية في الأمن الغذائي حقيقة، لكنها متفاقمة في مصر”، موضحاً “أن نسبة زيادة أسعار الحبوب عالمياً بلغت 16 في المئة منذ اندلاع الحرب، بينما في مصر زادت الأسعار بنسب وصلت إلى 50 في المئة”، وأرجع ذلك إلى ما سماه “جشع التجار، إضافة إلى حالة عدم اليقين التي سيطرت على السوق في الاشهر الأخيرة، بسبب تغيير إجراءات التخليص الجمركي”.

“جشع التجار” تحدث عنه أيضاً رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحافي، مؤكداً “أن الحكومة ستتعامل بحزم مع أي ممارسات غير مقبولة من بعض التجار الجشعين، بخاصة أن الدولة عملت خلال الفترات الماضية، وحتى الآن، على توفير مختلف أنواع السلع الأساسية وتأمين احتياطي استراتيجي منها”. وأوضح، “أنه جرى التنسيق مع الغرف التجارية لتأمين السلع الغذائية بأسعار عادلة، وتجنب أي نوع من المغالاة”. وأشار إلى توجيهات رئيس الجمهورية بتوفير رصيد احتياطي دائم من السلع الأساسية يكفي لمدة لا تقل عن 3 إلى 6 أشهر. كما دعا مدبولي المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك وعدم تخزين السلع.

ووجه رئيس الحكومة المحافظين بمتابعة حركة الأسواق، وتوافر السلع المختلفة بها بصفة يومية، على أن يكون هناك تدخل فوري لمواجهة حدوث نقص في أي سلعة، بجانب التأكد بصفة مستمرة من أن الأسعار المطروحة بها السلع تعد عادلة، وأنه لا توجد أي مبالغة أو مغالاة في تلك الأسعار.

وتطلق وزارة الداخلية، غداً الثلاثاء، المرحلة الجديدة من مبادرة “كلنا واحد” التي توفر سلعاً غذائية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في الأسواق بنسب تتراوح بين 25 إلى 60 في المئة، في أكثر من ألف منفذ بيع ثابت ومتحرك وفي عدد من فروع السلاسل التجارية الكبرى. وتستمر المبادرة شهراً بهدف التخفيف عن المواطنين قبل رمضان.

التعليقات مغلقة.