تقرير : محمد حسن حمادة
الحاجة رضا من قرية طنان قليوب قليوبية ملكة الطعمية طعميتها أحلى من الكباب، هذه الأكلة التي يلتف حولها أهالي المحروسة مع الفول باعتبارهما الطبق اليومي الرئيسي لوجبة الفطور في أشهر مشهد صباحي تضج به شوارع مصر، يقولون: هناك أكلات تمر على المعدة وأكلات تستقر بالقلوب”. لا أعتقد أن الطعمية من الأكلات التي تستقر بالقلوب إلا إذا كانت من يد الحاجة رضا هنا يكون للطعمية مذاق آخر، طعمية بطعم السكر،
الحاجة رضا تفترش الأرض ولا تحتاج أن تنادي على طعميتها الساخنة لاستدعاء الزبائن فصوت “طشة” الزيت من “طاستها” العتيقة كفيلة باختراق أنوف العابرين فتجبرهم على الاستقرار أمام الإناء المعدني الكبير الذي يعانق لهيب شعلة الموقد تحت “الطاسة” مازالت الحاجة رضا حريصة كل الحرص على إخفاء سر خلطة عجينة الطعمية وكأنها سر حربي، لكنها على الأرجح خليط ممزوج من شبت وكزبرة خضراء وبقدونس وكُرات أخضر مطعمة بحبات البصل والثوم، لتشكل هذه المكونات في النهاية عجينة الطعمية، لا صوت هنا يعلو فوق “طشة الطعمية” الجميع يقف مراقبا بعضهم يجهز رغيفا بلديا حتى يحشوه بالطعمية فور خروجها من “الطاسة” والبعض الآخر يضيف بطاطس مقلية مع الباذنجان المخلل.
والحاجة رضا “بتراضي” الكل بالابتسامة الكبيرة التي توزعها على زبائنها قبل الطعمية ففيها سر السعادة التي تهبها من القلب لعشاق الكباب الشعبي وكأنها مدركة أن سر سعادتهم في هذا الرغيف، وفي لمح البصر (بتسوي الطعمية) وبمهارة فائقة تصفي الحاجة رضا الزيت من طعميتها الساخنة وأخيرا تمنح زبائنها قرطاس الطعمية وكأنه نفحة من السماء لتنهي الرحلة الجميلة بالهناء والشفاء.
