يقظـــة
بقلم – محمد البنا – مصر
ينهض متمطعًا ، يلتفت إليها هامسًا
كفاية كده يا حبيبتي
تومئ برأسها إيجابًا ، يطفئ التلفاز ، يحملها بين ذراعيه
برفق ، يضعها في فراشها ، تستلقي على شقها الأيمن ،
يستلقي بجوارها متمتمًا بكلماتٍ تقطر حنانًا
تصبحي على خير
لم تلحظ دمعاتٍ تجمعت في مآقيه ، بينما لاحظها الطبيب
حين أخبره أن ما تبقى من عمرها لا يتجاوز الثلاثة أيام ،
عيناه لا تبرحانها إلا لإختلاس نظراتٍ هلعة إلى عقارب
ساعة الحائط بين فينةٍ وأخرى ، شفتاه تتناغم مع دقات
قلبه داعين الله ألا تذهب ليلًا ، فبمفرده لن يستطيع
التصرف ، يحاول جاهدًا أن يبقى يقظًا ، يغالبه النعاس
وينتصر ، يلقي به في هوة غفوةٍ عميقة ، يستيقظ فجأة ،
لا يجدها بجواره ، فزعًا يصرخ ، تهرع إليه أمه ومن
خلفها أبوه وأخوه الأكبر ، تضمه إلى صدرها
ما بك يا بنيّ ؟
بكلماتٍ تناثرت أحرفها يتساءل
أين ذهبت ؟
تربت بحنانٍ وشفقة على كتفه
لم يأذن الله بعد في إيقاظها