المصطفي رسلان يكتب «وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ»
بقلم :المصطفي رسلان
“وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ” هذا هو السطر الأخير الذي يسطره أي انتصار و هو بذاته السطر الذي سطرته قواتنا المسلحة الباسلة منذ خمسون عاماً
في معركة الصائمون ظهيرة يوم السبت العاشر من رمضان من عام١٣٩٣ ه الموافق السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣م .
هذا النصر لم يكن وليد الصدفة بل تم العمل عليه و الإعداد له لسنوات فقد كانت بدايته الفعلية في أعقاب ثورة التصحيح
التى قام بها الرئيس السادات في مايو١٩٧١م و التى كان من ضمن قراراتها تعيين الفريق سعد الدين الشاذلي رئيساً
لأركان حرب القوات المسلحة .
و الذي لم يهنأ له جفن حتى قام بإعادة بناء و هيكلة القوات المسلحة من جديد بعد أن أنهك أعقاب نكسة ١٩٦٧م كما
قام بالإعتماد علي تجنيد المؤهلات العليا لتطوير الجيش و توزيعهم علي الأسلحة المختلفة بالقوات المسلحة.
ومع هذا الإعداد العسكرى كان من البديهى أن يكون للإعداد النفسي ذات الأهمية فبدأ دور التوجيه المعنوى والذي كان
يعتمد علي تنظيم اللقاءات و المحاضرات و الخطب لضباط و أفراد القوات المسلحة لرفع الروح المعنوية لديهم وكان من
أشهر تلك اللقاءات لقاء الشيخ الشعراوى لضباط وجنود القوات المسلحة قبيل المعركة بأيام و التى قام فيها بتحميس
الضباط و الجنود علي القتال و رفع راية النصر تحت شعار الله أكبر .
و مع وجود الإستعداد العسكرى و النفسي للقتال ظهرت عوامل أخرى أيدت هذا النصر فقد اتحدت الدول العربية تحت
راية واحدة و اتحدت كلمتهم و أصبحوا علي قلب رجل واحد فكان النصر نتيجة حتمية لذلك . و استناداً علي ما تقدم
فإن انتصار العاشر من رمضان جعل لمصر درع و سيف و جعلنا نعلم مكانتنا الحقيقية بين دول العالم و لنتيقن أن هذا
كله كان التوفيق حليفه وَمَا رَمَیۡتَ إِذۡ رَمَیۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ.
التعليقات مغلقة.