بقلم : محمد عرفة القشلان:
ربما يكون هذا العنوان لطيفا كريح الصبا علي قلوب قرائي‘وربما يكون كصاعقة عاد وثمود علي أذهان متابعيني ‘ولا أخال أن هذا العنوان لن يعبر علي أذهان القراء دون تدقيق نظر وأمعان فكر ‘فعندما نفتح سير النبي عليه الصلاة والسلام نجد أن النبي قد ذكر هذا الحديث في سنته المطهرة ‘فقد فزع النبي في ليلة ما وقال هذه المقولة التي تسبب لنا صدعا في آذنانا من شدة التأثر بهذه الكلمات‘وتجعلنا نتساءل :هل كان النبي يعلم ما يحدث في واقعنا المخزي؟هل كان المصطفي علي كثب ومعرفة بما يدور في خلد حكام العرب من الخضوع والذل والهوان؟هل كان النبي يعلم أن القدس ستزول من أحضان الأمة العربية تلك الأمة التي كانت في سابق عهدها نسجا لا يفوت منه غابة من الليوث ولا تهدمها سلاسل من الجبال وترحل الي العدو الغاشم إسرائيل وسط جو من الأنين والحزن والعويل؟بلي ياسادة العرب ‘!
يؤسفني ويخزيني أنني أري قدسنا الحبيبة تتطاير في الهواء‘تارة مع أمريكا وتارة مع أسرائيل‘وحين بحثت عن أمير أو حاكم عربي يعارض هذا القرار الدنيئ ويقف بالمرصاد لترامب وأعوانه ‘مارأيت سوي زمرة من الخونة يتباطحون علي جباههم رضا في عطايا الامريكان ‘لدرجة أن المواقع التي كنت أبحث عليها والقنوات التي ترصد الصيحات والصرخات والاستغاثات التي دوت في فلسطين الحبيبة كانت ترميهم بشر النعال وتقول لي بنبرات تصرخ من هول الموقف:لاتسل الذئاب لما افترسوا.‘ولكن اسأل المتاغفلين لماذا غفلوا‘!
ومن المنوط به أن العالم كله يتحدث بملئ الأفواه عن قدسنا ‘فمنهم من يعارض قرار ترامب ‘ومنهم من يجاري ويدنس كلامه بموافقته لكلام ترامب‘ فالمعارض معروف بعروبته الأصيلة التي تسير في دمائه كأنهار من جنة الفردوس ‘وأما الموافق فهو كبقية الخنازير ‘لايطهر لحمه ولا يستعذب قوله ‘ولكن الطامة الكبيري العربي الذي يقف بين هذا وذاك؛صامت لايبوح قولا ولا يشغل بالا؛هذا النوع ماهو إلا رقم قد كتب علي الماء العكر‘فلا قيمة له ولا فائدة منه.
وأقول وصوتي بالحق يبوح: إن قدسنا عربية ومازلت ولم تزل عربية إسلامية ‘منذ أن وطئت أقدام العرب عليها وحتي يومنا هذا ‘قدسنا التي حارب من أجلها صلاح الدين وضحي المسلمون معه من أجلها وقتل كلماته التي تسطر بماء الذهب :القدس ليست إلا للعرب ‘فأنتم أيها الصليبيون لصوص ماجئتم إلا لتنهشوا من لحمها ‘
وعمر بن الخطاب الذي تسلم مفاتيح بيت المقدس وحارب المسلمون وقتها دولة الروم التي كان العلم جله يسعي ليكون حليفتها.
وأتساءل الأمة العربية:هل يرضي بالكم الأطفال التي تقتل علنا برصاص الخسة والندالة؟هل يثلج أفئدتكم صراخ الحور العفيفيات عندما يهتك عرضها خنزير صهيوني ماله عهد ولا ملة؟هل يطيب لمقامكم مآذن تهدم ومساجد تتلي فيها آيات الرحمن تصاب بالصدع والتشقق؟فإن كان حال فلسطين يرضيكم ‘فلا هناء لكم ولا عيش لكم ولا أمل يبتغي منكم ولا جنة قد قسمت في صحائفكم.
ولم نذهب بعيدا _قلمي العزيز_ وقد شهد التاريخ لقدسنا أنها كانت أولي القبلتين ‘فالمسلون كانوا يصلون ناحية المسجد الأقصي ‘ثم شاء الله تعالي أن تحول القبلة إلي بيته الحرام ‘جدير بالذكر أن نبينا قال في سنته:لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد‘المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا. فهذه الأدلة خير شهادة علي أن قدسنا كانت ومازالت خير البلاد ‘ويكفيها فخرا أن النبي قد أسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي حتي يعرف العالم بأثره أنها لنا ولن تفارق أحضاننا ‘فهي بمثابة اللؤلؤة الكامنة وسط البحار السحيقة ‘ثم يحاول اللصوص من كل حدب وصوب أن يختلسوا ثمنها ويضعوها في جعبتهم النجسة‘فهيهات ثم هيهات ما يريدون .
ياقدسنا :لك منا السلام ‘لك منا الدعوات ‘سلام مكلل بقصور من الذهب لك ‘عبير قد هل بشذاه علي سكانك ‘فطوبي لمن نصرك وأعانك وويل لمن تخاذل في عونك‘