مدعوم من 
وقاية النباتات: استراتيجيات حديثة لحماية المحاصيل من الآفات والتغيرات المناخية
بقلم -د. رانيا عمار:
باحث بمركز البحوث الزراعية
تُعد وقاية النباتات من المجالات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. مع التطورات الحديثة في التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، ظهرت استراتيجيات جديدة لمكافحة الآفات والأمراض التي تصيب النباتات، مما يسهم في تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية وتعزيز الإنتاجية الزراعية.
أحدث التقنيات في وقاية النباتات
1. المبيدات الحيوية (Biopesticides)
تُستخدم الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات لمكافحة الآفات بشكل طبيعي، مما يقلل من التأثير البيئي السلبي مقارنةً بالمبيدات التقليدية.
2. الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد
تُستخدم الطائرات المسيرة (Drones) والتصوير الطيفي لتحليل صحة المحاصيل واكتشاف الأمراض والآفات في مراحلها المبكرة، مما يساعد على التدخل السريع.
3. تقنيات التعديل الوراثي (CRISPR)
تُستخدم هذه التقنية لتحسين مقاومة النباتات للأمراض عبر تعديل جيناتها، مما يجعلها أكثر صلابة أمام الفطريات والبكتيريا الضارة.
قد يهمك ايضاً:
4. الفيرمونات والمواد الجاذبة
تُستخدم الفيرمونات الطبيعية لجذب الحشرات إلى المصائد، مما يقلل من أعدادها دون الإضرار بالنظام البيئي.
5. استخدام النباتات المقاومة
يتم تطوير أصناف جديدة من المحاصيل تمتلك مقاومة طبيعية للآفات، مما يقلل الحاجة إلى التدخلات الكيميائية.
التغيرات المناخية ووقاية النباتات
أدت التغيرات المناخية إلى ظهور أمراض وآفات جديدة أو انتشارها في مناطق لم تكن متواجدة فيها سابقًا. وللتصدي لهذا التحدي، يتم التركيز على زراعة محاصيل تتحمل الحرارة والجفاف، بالإضافة إلى استخدام طرق ري حديثة تقلل من انتقال الأمراض عبر التربة.
دور المزارعين والتوعية
يلعب المزارعون دورًا حاسمًا في وقاية النباتات عبر تبني الممارسات الزراعية المستدامة، مثل التدوير الزراعي، والزراعة العضوية، واستخدام الأسمدة الطبيعية. كما تسهم برامج التوعية في تعزيز فهم أهمية الوقاية وتقليل الخسائر الزراعية.
تُعد هذه الأساليب الحديثة خطوة نحو تحقيق زراعة مستدامة توازن بين الإنتاجية وحماية البيئة، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي للأجيال القادمة.