وفد سياحي إسباني يزور مسجد المرسي ابو العباس ومتحف المجوهرات الملكية وآثار كوم الشقافة في الإسكندرية
تقرير – المنشاوي الورداني :
في يوم دافئ تشرق فيه على الإسكندرية شمس مصر الذهبية استمتع وفد سياحي إسباني رفيع المستوى بكنوز الإسكندرية السياحية حيث قاموا بعد زيارتهم الفريدة لمكتبة الإسكندرية بزيارة مسجد أبي العباس المرسي أو كما يسميه أهل الإسكندرية “جامع المرسي أبو العباس” أحد أقدم و أشهر المساجد التي بنيت في الأسكندرية في مصر ، حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل ، و هو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة .
يضم هذا المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسي ، الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة ..
أقام أبو العباس في الأسكندرية ثلاث و أربعين سنة إلى أن مات في الخامس و العشرين من ذى القعدة سنة 686 هـ و دفن في الإسكندرية في مقبرة باب البحر ، إلى أن كان سنة 706 هـ حين بنى الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الأسكندرية عليه مسجداً .
و يشرف المسجد على الميناء الشرقي بالأنفوشي و هو مبنى على الطراز الأندلسي و به الأعمدة الرخامية و النحاسية و أعمدة مثمنة الشكل ، و أهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي و الأندلسي ، و تعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس و ولديه .
أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد علي أن يضم مسجداً كبيراً لأبي العباس المرسي و مسجداً للإمام البوصيري و الشيخ ياقوت العرش ، و قام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي و تم الانتهاء من بنائه عام 1943م .
هذا كما زار الوفد السياحي من إسبانيا والمكسيك والذي يتبع نادي حضارة مصر القديمة وبيبلوس تورز زاروا متحف المجوهرات الملكية وقد اصطحب الوفد الدكتور محمد عز الدين عالم المصريات والسيد حمدي ذكي المستشار السياحي السابق في إسبانيا وقدمت الأستاذة بسنت أنور شرحا مفصلا للتعرف على تاريخ القصر ومعماره ومقتنياته . وقد أشاد الجميع بجمال ورقي المتحف وروعة مقتنياته وحرصوا على التقاط العديد من الصور التذكارية للقصر والمجوهرات المختلفة .
يتكون المتحف من طابقين : كل طابق يضم عدد من القاعات تعرض مجموعات متنوعة من المجوهرات، أدوات الزينة، أدوات المائدة والكتابة الخاصة بأمراء وأميرات الأسرة العلوية الذين حكموا مصر في الفترة من عام ١٨٠٥ (حين تولى محمد علي باشا حكم مصر ) وحتى عام ١٩٥٢ . و يبلغ العدد الإجمالي لتلك المجوهرات (١٠٤٥) ألف وخمسا وأربعين قطعة مجوهرات لا تقدر بثمن من تصميم أشهر بيوت المجوهرات العالمية آنذاك مثل : ڤان كليف آند أرپلز Van Cleef & Arples، بوشرون Boucheron وغيرها .
وعبر الوفد السياحي الإسباني عن سعادته لزيارة المتحف اليوناني الروماني والذي يعد أكبر متاحف الإسكندرية وأقدمها على الإطلاق ، وتم زيادة مساحته لتصل إلى9 آلاف متر .
تم افتتاح المتحف في عام 1895م فى عهد الخديوي عباس حلمي الثانى ، وتم غلقه عام 2005 بعد إخلائه من كافة الآثار والمعروضات للقيام بأعمال الترميم والصيانة للمبنى التاريخى ، وتوقفت أعمال تطويره عام 2011 قبل أن تعود مجددا عام 2018 طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة في أبريل عام 2017 ، لتطوير وترميم 8 مواقع أثرية من بينها المتحف اليونانى الرومانى .
يضم المتحف قطعا أثرية مهمة ونادرة، وعلى رأسها تماثيل رؤوس للإسكندر الأكبر، والمئات من تماثيل الحكام البطالمة والرومان، ومن بينها تمثال للإمبراطور دقلديانوس، وغيره.
كما يضم المتحف تمثالاً ضخماً للإلهة إيزيس بطول 11 مترا بعد استخراجه من مياه البحر أمام قلعة قايتباى ، ومجموعة معبد الرأس السوداء للإلهة إيزيس ، فضلا عن مجموعة أرض المحمرة من الرخام ، وتمثال أفروديت ، والفسيفساء المشهورة للنيل، بالإضافة إلى تمثال الإله سيرابيس أو عجل أبيس الشهير والذى أراد به حكام مصر آنذاك التقريب بين الشعب المصرى .
وازدادت فرحة الأسبان في زيارتهم التاريخية لآثار كوم الشقافة حيث تعتبر مقبرة كوم الشقافة واحدة من المقابر الفريدة ومن أهم وأشهر مقابر الإسكندرية وهي نموذج لامتزاج الفن اليوناني الروماني بالفن المصري القديم ؛ وهي من الطراز Catacomb أي الحفر في الصخر.
تقع مقابر كوم الشقافة في الحي الوطني غرب الإسكندرية وهو الآن حي كوم الشقافة بجوار مقابر المسلمين وإلى الجنوب من معبد السرابيوم وعمود السواري .
يرجع تاريخ المقبرة إلي النصف الثاني من القرن الأول الميلادي ، استعملت حتي القرن الرابع الميلادي حيث كانت في البداية مقبرة خاصة ثم تحولت الى مقبرة عامة ، وتتكون من ثلاثة طوابق منحوتة في الصخر .
تبدأ المقبرة بالمدخل وأرضية من الفسيفساء يليه سلم حلزوني يدور حول بئر مركزي للإضاءة حيث له سقف مقبي به فتحات إضاءة ، عمقه ١٠ أمتار وقد استخدم إلى توصيل الجثث للأدوار السفلية هذا السلم يؤدي إلى الطابق الأول وهو ممر على جانبيه فجوتان لهما سقف مقبي يحمل زخرفة شكل الصدفة وفي أسفل القبوتين مقعدان بنفس استدارة الفجوة . يؤدي الممر إلى صالة مستديرة لها سقف مقبي يقوم على ٦ اعمدة متصلة ببعضها بحوائط قصيرة تصل لنصف العمود عدا المسافة امام الممر ، وعُثر عند اكتشاف المقبرة على خمس تماثيل نصفية في قاع البئر نقلت الى المتحف اليوناني الروماني وتقع على يسار الزائر صالة تعرف بصالة المآدب Triclinium وهي ذات ثلاث أرائك كان يستخدمها زوار المتوفي لتناول الاطعمة وتقديم القرابين وتوجد فجوات في العمودين الأولين تستخدم للمشاعل وهناك بقايا سناج واضح ، على الجانب الاخر من الصالة المستديرة تقع حجرات دفن بها فتحات لوضع جثث الموتى او الأواني التي تحوي رماد حرق الجثث Loculi بعد ما أصبحت مقبرة عامة، و عند نهاية الصالة المستديرة يوجد سلم من ١٥ درجة يؤدي إلى الطابق الثاني.
ويضم الطابق الثاني حجرة الدفن الرئيسية ويتكون من دهليز أو ردهة على جانبي مدخله عمودان أسفلها يحمل زخرفة نخيلية والتاج مركب من عناصر نباتية وزخرفية مصرية يونانية يعلوها عتب من٣ اجزاء الأول به قرص شمس مجنح على جانبيه ” حورس في شكل صقران ” يعلوه إفريز مسننات ثم الجزء العلوي بشكل قوس يتوسطه قرص الشمس ، وفي نهاية الدهليز توجد فجوتان على يمين ويسار الداخل بهما تمثالان لرجل وامرأة يبدو أنهم أصحاب المقبرة ويبدوان بالملابس والوقفة المصرية أما ملامح الوجه فتتبع الخطوط الرومانية ، و المدخل لحجرة الدفن باب على الطراز المصري يعلوه عتب يتوسطه قرص الشمس المجنح ويعلوه إفريز من (الكوبرا ) ، وعلي يمين ويسار المدخل نحتا بارزا لعناصر مصرية ويونانية حيث واجهة معبد مصري برتكز عليها ثعبان القوي الخير يرمز لإيزيس وأزورويس علي رأسه تاج الوجهين القبلي والبحري وبين طياته يحمل رمز هرمس مرشد الموتي للعالم الآخر ويعلو رأس الثعبان درع عليه الميدوزا ” وهي شكل اسطوري في الميثولوجيا اليونانية تقول ان الناظر إلى عينيها يتحول الي حجر والغرض تخويف اللصوص.
أما بالنسبة لحجرة الدفن فهي حجرة تختلط فيها عناصر الزخرفة مابين مصرية ويونانية عند الدخول الى الحجرة نجد ثلاثة فجوات بكل منها تابوت نحت في الصخر وغطاء التابوت لا يتحرك وتدخل الجثث عن طريق فتحات في الممر الخارجي ويغلق بالحجر الرملي بعد استقرار الجثة وال٣ توابيت واحد أمامي واثنين على الجانبين .
بالنسبة للتابوت الامامي يوجد بالحائط الذي خلفه نحت بارز يمثل عملية التحنيط حسب العقيدة المصرية وتكون مقدمة المائدة علي شكل رأس أسد يلبس التاج الأوزيري وتحت المائدة ثلاث أواني كانوبية ويرقد المتوفي على المائدة في شكل مومياء اوزوريس ويرتدي الشعر المستعار خلف المائدة انوبيس ابن آوي يعلوها قرص شمس ونجده يتحسس جسد الميت ويحمل في يده اليسرى إناء بشكل زهرة اللوتس وإلى اليمين يقف تحوتي براس الايبس يرتدي نقبة قصيرة بيده اليمنى إناء به ماء والأخرى يقبض على صولجان وعنخ ، لليسار يقف حورس براس الصقر متوج بالتاج المزدوج ويمسك بيديه الفاو التي تستخدم في طقس فتح الفم واليد الاخرى بها نبات رمز البعث .
التابوت الأيمن :
يزين التابوت فرع من اوراق عنب الحائط والحائط التي خلف التابوت تكون القاعدة على شكل معبد مصري يقف عليها العجل ابيس يتوسط قرنيه قرص الشمس و حول رقبته قلادة أمامه رجل لابد أن يكون امبراطور يلبس التاج المزدوج و يرتدي الملابس المصرية يقدم قلادة للعجل وبينهم مذبح وخلف العجل طاقه الٱلهة ايزيس ناشرة جانبيها وحاملة في يدها ريشه ماعت رمز العدالة .
التابوت الايسر :
زخرفته تشبه التابوت الأيمن مع اختلافات بسيطة .
عند الاستدارة للخروج من حجره الدفن الرئيسية نجد امامنا على جانبي المخرج يمينا ويسارا نحت بارز على اليمين ” أنوبيس ” واقفًا على منصة تصور معبد مصري يظهر بشكل آدمى ورأس ابن آوي متوج بقرص الشمس وملابس حربية رومانية يقبض بيمناه علي الدرع ويسراه علي الرماح ؛ بالنسبة للجانب الايسر يوجد شكل آخر لأنوبيس على رأسه التاج الأوزيري نصفه العلوي آدمي والسفلي ثعبان ضخم يقف على منصة بشكل المعبد المصري بيده اليمنى الرمح واليسرى شئ أشبه بعقدة إيزيس.
التعليقات مغلقة.