حمدى شهاب:
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أكاديمية الفنون “فرع الإسكندرية”، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء بالمبنى الجديد، في إطار توفير تعليم فني متخصص لأبناء محافظة الإسكندرية والمحافظات المجاورة. وذلك بحضور الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون.
وفي كلمته، أعرب الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، عن سعادته لافتتاح “أكاديمية الفنون بالإسكندرية” هذا الصرح الفني المميز الذي يُمثل إضافة حقيقية للبنية الثقافية والتعليمية بالمحافظة ويؤكد اهتمام الدولة بتعزيز دور مدينة الإسكندرية كمركز للفنون والإبداع.
وثمّن محافظ الإسكندرية جهود وزارة الثقافة وأكاديمية الفنون في بناء هذا الصرح العريق، والذي يُعد منصة أكاديمية رصينة توفر تعليماً متخصصاً رفيع المستوى لأبنائنا بمحافظة الإسكندرية والمحافظات المجاورة.
وثمّن كذلك فكرة إطلاق أسماء رموز الفن والثقافة المصريين على قاعات الأكاديمية المتعددة بما يُجسد احتفاء الدولة برموزها وأبنائها المبدعين في المجالات الثقافية والفنية وغيرها.
وأكد محافظ الإسكندرية أن المبنى الجديد بما يتضمنه من إمكانات حديثة يعكس رؤية الدولة في تطوير التعليم ونشر الثقافة والفنون وإتاحة الفرص المتكافئة للشباب، وأن الدولة تمضي بخطوات ثابتة نحو دعم البنية الثقافية في المحافظات، وأن ما نشهده اليوم هو نموذج واضح لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تعزيز الخدمات التعليمية والفنية.
وأوضح الفريق أحمد خالد، أن محافظة الإسكندرية تضع دعم الفنون والثقافة في مقدمة أولوياتها، لِمَا تمثله من قوة ناعمة تساهم في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، مشيراً إلى أن الإسكندرية كانت وما زالت مدينة قادرة بطبيعتها على استقبال المشروعات الإبداعية الكبرى، لِمَا تمتلكه من تاريخ ثقافي عريق وطاقات شبابية تستحق الاستثمار فيها، كما أن وجود كيان أكاديمي بهذا الحجم داخل المحافظة يفتح آفاقاً واسعة أمام شباب الإسكندرية الذين يمتلكون مواهب فنية واعدة، ويُتيح لهم بيئة تعليمية متخصصة تُصقل مهاراتهم وتمنحهم فرصاً أكبر للانطلاق نحو الاحتراف.
ومن جانبه، قال وزير الثقافة: “إن افتتاح هذا الفرع هو ترجمة مباشرة لرؤية الدولة المصرية في نشر الثقافة والتعليم المتخصص في جميع ربوع الوطن، وإتاحة الفرصة لكل موهوب ليطور مهاراته وفق استراتيجية تؤمن بأن لكل موهوب حقًا أصيلًا في أن تُحتضن موهبته لتزدهر، وأن يحظى أبناء الوطن جميعًا – دون استثناء – بالاهتمام والرعاية، وليس أبناء العاصمة فحسب. لقد جاء هذا المبنى ليكون إضافة حقيقية للبنية الثقافية والتعليمية، بما يضمّه من قاعات للتدريس والبروفات، ومسرح، وقاعات سينما، وورش للديكور، واستديوهات للصوت، وفصول للباليه والموسيقى والسينما والمسرح، كل ذلك ضمن منظومة حديثة تستوفي معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، وهو إنجاز يُحسب لأكاديمية الفنون ولفريقها المخلص”.
مؤكدًا استمرار دعم الوزارة لكل مشروع يحمي الموهبة ويمنحها فرصة النمو والازدهار، فالعقول المبدعة هي الثروة الحقيقية التي تصنع هوية الوطن وترسم مستقبله.
كما وجّه وزير الثقافة الشكر إلى الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، على دعمه المستمر لهذا المشروع الحيوي، وإلى الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، على جهودها في تطوير الأكاديمية وبرامجها، كما تقدم بالشكر لكل من أشرف على وحدة الأكاديمية بالإسكندرية وعمداء المعاهد، وأعضاء هيئة التدريس الذين أسهموا بخبراتهم وجهودهم في هذا الكيان الجديد، وكذلك لكل مهندس وفنان وعامل شارك في تنفيذ هذا المبنى وإظهاره بهذه الصورة المشرفة.
وقال وزير الثقافة موجهًا كلماته إلى أبناء الأكاديمية: “أمامكم اليوم مساحة واسعة للإبداع، وطريق جديد يحمل آمالكم وطموحاتكم، فهذه الأكاديمية بيتكم؛ هنا تتعلمون وتجرّبون وتنجحون، هنا تُصنع المواهب التي ستمثل مصر في المستقبل، فحافظوا على هذا المكان، واجعلوه منصة للإبداع والابتكار، ورسالة للفن الراقي”.
كما دعا وزير الثقافة كل الموهوبين في مصر والشرق الأوسط للانضمام إلى أكاديمية الفنون والاستفادة مما تقدمه من فرص حقيقية للتعليم والتدريب وصقل الموهبة.
وعقب إزاحة الستار، تفقد وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية المبنى المُقام على مساحة 600 متر مربع، ويتكون من 10 طوابق – أرضي و9 أدوار – ويضم 28 فصلًا دراسيًا لتدريس الموسيقى العربية والموسيقى الكونسرفتوار، و3 قاعات كبرى مخصصة للأوركسترا والعزف الجماعي، إضافة إلى 8 قاعات متنوعة المساحة لتدريس فنون الرقص والباليه، و15 فصلًا متعدد الأغراض لخدمة معاهد الفنون المسرحية والسينما والنقد الفني والفنون الشعبية وغيرها من التخصصات النظرية.
كما يشمل المبنى 8 قاعات للبروفات والتدريبات، وقاعة مسرح «Black Box» متعددة الاستخدامات تتسع لـ100 متفرج، وقاعة سينما احترافية بالسعة ذاتها، فضلًا عن بلاتو للتصوير، وورشة متكاملة لتصنيع الديكور المسرحي والسينمائي، إلى جانب 15 فراغًا إداريًا، ومكتبة مركزية، وقاعة للندوات ومناقشة الرسائل العلمية، واستديو صوت، و5 مراسم لتدريس تصميم الديكور والرسوم المتحركة، مع تخصيص طابق مكوّن من 12 غرفة بالإضافة إلى مطعم وكافيتيريا لإقامة أعضاء هيئة التدريس والخبراء والوفود الفنية، مع توفير أماكن خاصة لاستراحة الطلاب، ويتميز المبنى بأحدث مواصفات الأمان ومعايير الحماية المدنية والخدمات.
هذا وتضمّن حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي عن مراحل المشروع ومشتملاته، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية لطلاب الأكاديمية، حيث الباليه، والغناء، والعزف الموسيقي، والمسرح، والسينما، وحرفية الممثل، وغيرها، والتي جسدت جميعها المستوى المتميز لطلاب الأكاديمية ومدى ما يتمتعون به من مواهب واعدة على الصعيدين الإبداعي والأكاديمي.


