وزير الآثار يفتتح مشروع ترميم منطقة باب الوزير
كتب – محمد صبحى:
افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار مشروع ترميم منطقة باب الوزير و الذي يتكون من ثلاثة مباني أثرية هي البيماريستان المؤيدي وتكية تقي الدين البسطامي وبوابة درب اللبانة، وذلك بحضور مجموعة من السفراء ومديري المعاهد الأثرية الأجنبية في مصر وقيادات وزارة الآثار وعدد من الشخصيات العامة.
وأوضح محمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية أن هذا المشروع يعد المرحلة الثانية من مشروع ترميم مجموعة باب الوزير بالكامل والذي يتضمن 6 مباني أثرية تم افتتاح ثلاثة منها في عام 2015 وهي مسجد وحوض دواب ودار مناسبات أيتمش البجاسي بخلاف الثلاثة مبانى التي سيتم افتتاحها يوم السبت .
وأضاف أن المشروع بدأ في عام 2006 إلا أنه توقف عدة مرات بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وما صاحبها من تأثر الموارد المالية للوزارة، بالإضافة إلى وجود تعديات على المباني الأثرية. وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 26 مليون جنيه مصري بتمويل ذاتي من وزارة الآثار.
أما عن أعمال الترميم فأفاد عبد العزيز أنها تضمنت أعمال الترميم المعماري والإنشائي والدقيق للمباني الثلاثة بهدف الحفاظ عليهم بشكل خاص وعلى معالم مدينة القاهرة التاريخية بشكل عام بما يتوازي مع كونها أحد أهم المدن المسجلة على قائمة التراث العالمي.
واستطرد قائلاً أنه تم خلال أعمال الترميم معالجة الشروخ الموجودة بالحوائط وتغيير الأحجار التالفة بأخرى سليمة من نفس مواصفات أحجار الحوائط الأصلية، وأعمال العزل لمنع تسرب المياه وعمل شبكة لتجميع وصرف المياه، وترميم واستكمال العناصر الخشبية والزخرفية بالمباني الثلاثة.
وأشار عبد العزيز أن الإنتهاء من أعمال الترميم تأتي تمهيداً للبدء في مشروع إعادة توظيف بيمارستان المؤيدي وتكية تقي الدين البسطامي، وذلك في ضوء موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية لتأهيل المنطقة بما يخدم ساكنيها والمجتمع المحيط بها.
وأكد عبد العزيز أن أهمية هذا المشروع لم تكمن في أعمال ترميم وصيانة للمباني الثلاثة فحسب، بل أسفرت عن العثور على عدد من المكتشفات الأثرية لأول مرة. ففي بيمارستان المؤيدي تم الكشف عن نفق كان معظمه مدفونا وملئ بالرديم والمخلفات وهو حيلة معمارية لجأ إليها معماري العصر المملوكي لمراعاة حق تنظيم الطريق قديما بمدينة القاهرة التاريخية. هذا بالاضافة الي صهريج يقع أسفل المصلى الملحق بالبيمارستان وبئر أسفل الإيوان الجنوبي الشرقي لقاعة الرجال، بجانب العديد من الزخارف بواجهة البيمارستان الرئيسيىة لم تكن واضحة المعالم.
ويعود بيمارستان المؤيدي للعصر المملوكي وهو ثاني بيمارستان باق على مستوى الجمهورية بعد بيمارستان قلاوون بشارع المعز بالإضافة إلى أنه واحد من أشهر البيمارستانات الباقية على مستوى العالم.
اما بتكية البسطامي فقد تم اكتشاف جدارية تعرف باسم المحراب والقلب المنير بإحدى خلوات التكية وهي عبارة عن مستطيل مؤطر بداخله محراب يتوسطه بخارية بمركزها قلب محاط بعقد من وريقات نباتية ثلاثية على أرضية من ورود مرسومة باللون الوردي. و يوجد أسفل البخارية نصف بخارية أخرى يتوسها ابريق بدنه وفوهته على شكل قلب.
هذا بالاضافة الي العثور علي كتابات ورسوم ملاط قاعة الدرس أسفل طبقات البياض القديمة و هي تمثل تدريبات على الخط، و منامة دفن بعقد مدبب منكسر أسفل أرضية الإيوان الشرقي، و صهريج ملحق بالتكية البسطامية بالفناء الخلفي.