مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

وزيرة البيئة من مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بفرنسا:

مصر تقدم نموذجًا مبتكرًا لمكافحة التلوث البلاستيكي في المتوسط عبر حلول طبيعية محلية

سعاد أحمد على 

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في الجلسة رفيعة المستوى بعنوان “توسيع نطاق الحلول من أجل منطقة المتوسط خالية من البلاستيك”، والتي عُقدت ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3) في مدينة نيس الفرنسية خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025

الجلسة التي نظمها مركز ستيمسون، والمعهد الفرنسي لعلوم وتكنولوجيا البحار (IFREMER)، والوكالة الفرنسية للتحول البيئي (ADEME)، والمفوضية الأوروبية ضمن مبادرة Blue Mission Med، شهدت مشاركة وزراء وممثلين رفيعي المستوى من فرنسا واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

وأكدت وزيرة البيئة في كلمتها أن التلوث البلاستيكي يمثل أحد أبرز التحديات البيئية في حوض البحر المتوسط، إلى جانب آثار التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن حجم الروابط الحضارية والثقافية بين دول المنطقة يمكن أن يشكل أساسًا قويًا للعمل الجماعي وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات، خصوصًا في ظل تفاهمات دولية متقدمة لصياغة أول معاهدة دولية ملزمة للحد من التلوث البلاستيكي.

قد يهمك ايضاً:

الذهب يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بأكثر من 3%

مدبولي: نتابع تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران وننسق…

واستعرضت الوزيرة التجربة المصرية الرائدة في تبني الحلول القائمة على الطبيعة، كنهج مبتكر يعتمد على استخدام مواد محلية وخبرات المجتمعات الساحلية، لمواجهة آثار تغير المناخ والتلوث البلاستيكي، لا سيما في دلتا نهر النيل وسواحل البحر المتوسط. وأشارت إلى أن هذه التجربة، التي يجري تنفيذها في محافظات مثل الإسكندرية، تمثل نموذجًا يمكن تكراره في دول أخرى بنفس الظروف البيئية والاقتصادية.

وفي السياق ذاته، تناولت الوزيرة الجهود التشريعية والتنفيذية التي تبنتها مصر، ومنها إصدار أول قانون لإدارة المخلفات عام 2020، والذي تضمّن تنظيمًا خاصًا للتعامل مع المخلفات البلاستيكية، لا سيما الأكياس أحادية الاستخدام، وذلك بالتشاور مع مجلس النواب وأصحاب المصلحة من الصناعيين والتجار. كما أشارت إلى تنفيذ حملات توعوية وتطبيق سياسة “المسؤولية الممتدة للمنتج” التي بدأ تفعيلها مؤخرًا بقرار من مجلس الوزراء.

وشددت د. فؤاد على أهمية وجود نظام حوكمة متكامل لمعالجة التلوث البلاستيكي، مدعوم بزخم سياسي، ومشاركة فعالة من جميع أصحاب المصلحة، وعلى رأسهم النساء، الشباب، والمجتمع المدني، مؤكدة أن تفعيل هذه العوامل سيمهد الطريق للحصول على التمويل ونقل التكنولوجيا اللازمة لمعالجة المشكلة.

كما سلّطت الجلسة الضوء على مبادرة Circe.med التي تسعى لتأسيس شبكة متوسطية مرجعية للحلول المبتكرة في مجال الاقتصاد الدائري، وتطوير مشاريع مثل “PlasticMed Lab” لمكافحة التلوث البلاستيكي عبر تقنيات قابلة للتطبيق في حالات الطوارئ

وشهدت الجلسة حوارًا مفتوحًا وتبادلًا للآراء بين المشاركين حول أبرز التحديات والفرص المتعلقة بتقليل التلوث البلاستيكي في المتوسط، واختتمت بتوصيات تركز على تعزيز التعاون الدولي وتبني سياسات وحلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.