وزيرة البيئة تطلق الموقع الإلكتروني لمبادرة “شرم الشيخ الخضراء” بحضور محافظ جنوب سيناء وممثلي الأمم المتحدة
سعاد أحمد على
في إنجاز جديد يضاف إلى مسيرة مصر في التحول نحو التنمية المستدامة، أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، عن انضمام مدينة شرم الشيخ إلى شبكة ICLEI العالمية، لتصبح أول مدينة مصرية ورابع مدينة عربية تنضم لهذه الشبكة الدولية الرائدة في دعم المدن المستدامة بيئيًا.
جاء ذلك خلال احتفالية رسمية شهدها اللواء د. خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، إلى جانب عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم غيمار ديب، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر، والمهندس محمد عليوة، مدير مشروع “شرم خضراء”، حيث تخلل الحفل إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي لمبادرة “شرم الشيخ الخضراء”، ليكون بوابة للترويج للسياحة البيئية في المدينة، ومنصة لعرض كافة المنشآت الخضراء المعتمدة بها.
وأكدت وزيرة البيئة أن هذا الحدث يُعد ثمرة لجهود ممتدة بدأت منذ استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي عام 2018، الذي سلط الضوء على المحميات الطبيعية بجنوب سيناء، مرورًا باستضافة المدينة لقمة المناخ COP27 عام 2022، والتي كانت نقطة تحول محورية أعادت تشكيل هوية شرم الشيخ كمدينة صديقة للبيئة.
وقالت فؤاد: “انضمام شرم الشيخ إلى شبكة ICLEI يعكس نجاح الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في وضع قضايا البيئة في صلب عملية التنمية، وفقًا لمعايير المجتمع الدولي”، مشددة على أن “الإنسان هو أساس الاستدامة، ولا يمكن تحقيقها دون وعي المواطن وسلوكه البيئي”.
وأشارت الوزيرة إلى أن المدينة نفذت 39 مشروعًا بيئيًا استعدادًا للقمة المناخية، وشهدت استثمارات في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة تجاوزت 800 مليون جنيه بطاقة إنتاجية بلغت 51 ميجاوات، إلى جانب تطوير منظومة النقل المستدام، وإنشاء 145 كم من مسارات الدراجات، وتفعيل منظومة إدارة المخلفات الصلبة بمشاركة المجتمع المحلي.
من جانبه، عبّر اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، عن سعادته بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن انضمام شرم الشيخ إلى ICLEI يعكس رؤية الدولة في التحول البيئي العميق للمدن السياحية المصرية، موضحًا أن الاستراتيجية الخضراء لمحافظة جنوب سيناء التي أقرها رئيس الجمهورية في سبتمبر الماضي تهدف إلى تحويل شرم الشيخ إلى نموذج دولي في السياحة المستدامة.
وقال المحافظ: “ما تحقق على أرض شرم الشيخ هو تغيير جذري في مفهوم إدارة المدن السياحية، يعتمد على بيئة صحية، واقتصاد أخضر، ومجتمع واعٍ بمسؤوليته”.
واستعرض المهندس محمد عليوة، مدير مشروع “جرين شرم”، الممول من مرفق البيئة العالمية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تفاصيل الموقع الإلكتروني الجديد الذي يوثق كافة المنشآت الصديقة للبيئة من فنادق، ومراكز غوص، ومرافق خدمية، مشيرًا إلى أن المنصة ستسهم في جذب السياح المهتمين بالسياحة المستدامة وتيسير حجوزاتهم في الفنادق الخضراء.
وفي كلمته، أشاد غيمار ديب، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتزام الحكومة المصرية بتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، مشيرًا إلى أن المدينة أصبحت “نموذجًا دوليًا في إدارة التحول البيئي”، بفضل الجهود المشتركة التي شملت تركيب أكثر من 800 عمود إنارة بالطاقة الشمسية، وتحلية المياه في محمية نبق، وتدريب الفنادق ومراكز الغوص على حماية الشعاب المرجانية.
وأكد محافظ جنوب سيناء أن المرحلة القادمة (2025–2026) ستركز على تنفيذ خطة عمل استراتيجية “شرم الشيخ الخضراء” (SESSDS)، ومن أبرز ملامحها:
حظر استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام في 50 فندقًا.
تمكين المبادرات البيئية المحلية.
توسيع الشراكات مع القطاع الخاص.
تعزيز برامج السياحة البيئية.زيادة حجم الاستثمارات البيئية التي بلغت حتى الآن أكثر من 19.7 مليون دولار.
وفي ختام الفعالية، أعرب جميع المشاركين عن تطلعهم لمزيد من التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، والعمل على نقل تجربة شرم الشيخ إلى باقي المدن المصرية، لتحقيق رؤية الدولة في جعل الاستدامة نهجًا عامًا في إدارة الموارد والبنية التحتية والخدمات.