وزارة الثقافة الفلسطينية تنعى عدسة الحقيقة الفنانة فاطمة حسونة وعائلتها في مجزرة تهز الضمير الإنساني تحت قصف غزة
كتب – أحمد قرمد :
في فجرٍ دامس من أيام الحرب الطاحنة على غزة، اهتزت القلوب حزناً وألماً على استشهاد الفنانة والكاتبة والمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي لقيت حتفها مع عشرة من أفراد عائلتها، إثر قصف إسرائيلي وحشي استهدف منزلها في حي التفاح، شرق مدينة غزة، الأربعاء 16 أبريل 2025.
الصمت الذي خيّم على الحي بعد انفجار الصواريخ لم يكن سوى صرخة مدوية لفقدان صوتٍ فنيٍ حمل هموم شعبه حتى الرمق الأخير.
فاطمة، الشابة التي لم تتجاوز أحلامها حدود سماء غزة المكبّلة، كانت رمزاً للصمود والإبداع.
خريجة الوسائط المتعددة من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، رفضت مغادرة أرضها رغم لهيب الحرب، واختارت أن تكون عين الحقيقة التي توثّق المجازر الإسرائيلية تحت وابل القنابل، كانت عدستها ترصد صرخات الأطفال، دموع الأمهات، وأنقاض البيوت، لتنقل إلى العالم صوراً تنطق بوجع غزة.
عملت فاطمة مع منصات رقمية عالمية لتوثيق القصص الإنسانية، وكمُيسّرة كتابة مع مؤسسة تامر، وسبق لها العمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تاركةً بصمةً لا تُمحى في قلب كل من عرفها.
في آخر كلماتها التي دوّت كالرعد على صفحاتها الشخصية ، كتبت فاطمة وصيتها المؤثرة: “أنا إذا مت، أريد موتًا مدويًا، لا أريدني في خبر عاجل، ولا في رقم مع مجموعة، أريد موتًا يسمع به العالم، وأثرًا يظل مدى الدهر، وصورًا خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان”.
لكن من كان يدري أن تلك الكلمات ستكون نبوءة لمصيرها؟ لقد رحلت فاطمة، لكن صورها ستبقى شاهدة على بشاعة الاحتلال، وصوتها سيظل يصدح في ضمير العالم.
نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الشهيدة وعائلتها ببيانٍ مفعم بالحسرة، مقدمةً تعازيها الحارة لجموع المثقفين والفنانين، داعيةً الله أن يتغمد الفقيدة وعائلتها بواسع رحمته.
هذا الاستهداف الجبان يُضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي طالت الصحفيين والفنانين والمبدعين في غزة، في محاولة يائسة لإسكات صوت الحقيقة لكنهم لا يدركون أن دماء فاطمة وصورها ستظل شعلةً تضيء درب المقاومة والحرية.