مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

وحيد جلال يكتب سجناء العنف

20

بقلم وحيد جلال

في كتاباتي السابقة تحدثت عن العنف ، وقالت بأنه خطير أكثر من الكورونا وأكثر فتاك من مرض السرطان ، ولكن هل تعلمون بأننا نعيش العنف يوميا في المجتمع العربي بكل دقائقه وساعاته . مهما كان نوع العنف فكل الطرق تؤدي إلى الفكرة ذاتها .

في المجتمعات العربية لا تفتك و تنتهي قصص العنف التي تنمو رويدا رويدا في شرايين مجتمعاتنا المريض بهذا الوباء الذي سيطر عليها ولم ينجح أي دواء في المعالجة حتى الآن . ” تحرير العقل العربي أصعب من تحرير فلسطين ” .

في حياتنا اليومية نرى و نسمع و نشعر بهذا العنف دائما في بيوتنا و جامعاتنا و في المدرسة ايضاً ، يحصل الأمر على أتفه الأشياء وأصغرها ، نعم نسمعها من أهالينا و الأستاذ في الجامعة و المدرسة ، حتى وإن كنا مرضى في المستشفى تفعلها الممرضة و يفعلها الطبيب من دون انتباه ، لكن هذا ليس عذراً . استقيموا يرحمكم الله.

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب موت رئيس …إستمرار نظام !

البحرين والقمة العربية في ظل التحديات الإقليمية

قال لي مرة أحد الأطفال: ” أذكر بأنني كنت في الصف الرابع ، وسبق وكان عندي مسابقة رياضيات وفي اليوم التالي رسبت فيه ، عدت إلى البيت و خوف قد سيطر على ، علم اهلي بموضوع المسابقة ، لم يرحموني بكلامهم تلك الليلة ! واذكر أيضاً لم يحدثني لمدة أسبوع” . و السبب علامة حددت مصير طفل راسب في مادة معينة . فانهالت عليه كدمات العنف ، تخرج من الجامعة ولم ينسى هذه القصة . أليس هذا بتربية فاشلة ؟!

قالت لي سيدة عجوز : “اجتهدت في تربية أطفالي حتى كبروا وتعلموا و أفنيت عمري ، حتى أصبحوا رجال و تزوجوا . مات زوجي واعيش في بيتي لوحدي و يزورني مرة واحدة و زوجاتهم لا يحبوني ولا حتى يزورني و عندما أحاول الاتصال بأحدهم يغلق الهاتف بوجهي ” .

قصة من أبشع القصص التي سمعتها ، تتحدث و دمعة تسابق الكلمة. غداً في عدالة السماء كل شي يتحسن ، ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ” . أليس هذا بعنف ايضاً الابتعاد عن اهالينا في الكبر . العمر حدد مصيرنا ايضاً .

لا تعليق اكثر من هذا ، حاولت المساعدة في التوعية ولكن هل سنبقى سجناء العنف حتى النهاية ؟! حياتنا عبارة عن عنف نعيش دائما ، اعزائي ارجوكم توقفوا عن هذه العادة السيئة.

وحيد جلال

التعليقات مغلقة.