كتبت – رحمه محمد بدران :
وجوه الفيوم وصفت بأنها أقدم لوحات تمثل فن “البورتريه” في العالم، وهي شكل جديد وغير مألوف وتختلف كلياً عن طابع الفن المصري القديم، وتعود هذه الوجوه إلى العصر الروماني ووجدت مرسومة على توابيت خشبية لأصحابها.
الفيلسوف والروائي الفرنسي “أندرية مالرو” وصف بورتريهات الفيوم بأنها وجوه تتطلع إلى الحياة الأبدية، وأنها تمثل منطقة وسط بين الحياة والموت لما هي عليه من حالة واقعية ولما يميز النظرة المتأملة التي صاحبت هذه الوجوه على اختلاف أشكالها وتنوعها، وفقا لما نشرته صحيفة ” الإندبندنت”.
أغلب هذه البورتريهات عثر عليها في منطقة الفيوم، ولذا حملت اسم وجوه الفيوم وإن كان عثر على بعض منها في مناطق أخرى متفرقة، ويعد عالم المصريات البريطاني “فلندرز بتري” أكثر من اهتم بالتنقيب عنها، ففي عام 1887 استطاع العثور على 81 بورتريه في واحدة من المقابر الرومانية، وفي عام 1910 عثر على 70 بورتريه ليصل مجموع اللوحات التي اكتشفها إلى 151 لوحة.
لا أحد يستطيع الجزم إن كانت هذه الوجوه رسمت بعد وفاة أصحابها لتوضع على توابيتهم أم رسمت في حياتهم وكانوا يحتفظون بها معلقة على جدران منازلهم، ثم وضعت على التوابيت بعد الوفاة، فمعظمها وجد مع التوابيت إلا أن القليل منها وجد دون العثور على تابوت للشخص مما قد يدعم الفرضية الثانية.
عن بورتريهات الفيوم قال محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، إن “بورتريهات الفيوم” مصطلح يجسد مجموعة من اللوحات الواقعية لشخصيات رسمت على توابيت مومياوات مصرية في الفيوم خلال الحقبة الرومانية، حيث تم فيها الرسم والطلاء على لوحات خشبية بشكل كلاسيكي يجعلها من أجمل الرسومات في فن الرسم الكلاسيكي العالمي، وتعد نموذجاً متفرداً في العالم، واعتبرت بداية لأنواع متعددة من الفنون انتشرت في العالم الغربي بعد ذلك مثل الفن البيزنطي وفن الأيقونات القبطي في مصر”.
وأضاف أنه نظرا إلى المناخ الجاف والحار للمنطقة فقد حفظت اللوحات بشكل ممتاز، لدرجة أن ألوان كثير منها تبدو كأنها لم تجف بعد، وتصور رسماً لشخصية الشخص المدفون في التابوت، وتميل الرسوم إلى الفن الإغريقي الروماني بشكل أكبر مما هو معروف عن فن الرسم المصري القديم، حيث تأثر المصريون بهذا الفن خلال هذه الفترة نتيجة لوجود الرومان.
لوحات وجوه الفيوم بالمتاحف العالمية
ووفقا لموقع مجلة” smithsonianmag”، حتى الآن، يوجد ما يقرب من 1000 لوحة من لوحات الفيوم بعدد من المتاحف العالمية، من بينها المتحف البريطاني في لندن، والمتحف المصرى بالقاهرة، متحف اللوفر، ومتحف بيتري في لندن، ومتحف متروبوليتان ومتحف بروكلين، ومتحف جيتي في كاليفورنيا ومتحف ألارد بيرسون في أمستردام، متحف ني كارلسبرج جليبتوتيك في كوبنهاجن وأماكن أخرى.
التعليقات مغلقة.