مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

هل سيستطيع صوت المواطن الحر أن ينتصر أمام المال السياسي ؟! أم بات الأمر محسوماً !!!

بقلم – أماني النجار:

سؤال يدور في ذهني ، يشغل تفكيري ، يأخذ حيزاً  من يومي .

ولست أنا فقط من يشغله هذا السؤال  ، فلقد بات هذا السؤال يفرض نفسه على الساحة السياسية وبشدة فكل من يهتم بالشأن السياسي يجد نفسه محاصر بزخم من الأفكار مردها تلك السؤال ، هل سينتصر صوت المواطن الحر واختياراته ؟ أم أن المعادلة لها حل آخر بعيداً كل البعد عن ما يرغب فيه فصيل لايستهان به ولكنه في بعض الأحيان لا يكاد يرى بالعين المجردة أمام سطوة المال السياسي وتصدره للمشهد .

لقد أصبح الحديث عن المال السياسي ملفت للنظر بل أصبحت العلاقة بينه وبين الحياة المجتمعية علاقة طردية فكلما زاد الجهل السياسي وأصبح الوضع الإقتصادي والحالة المعيشية مزدرية كلما زاد استخدام المال السياسي كوسيلة لفرز نواب ماكانوا ليحصلوا على هذا اللقب يوماً ما إلا من خلال بوابة المال .

وبإطالة النظر نجد أن المال السياسي أصبح علة إنتخابية وحل وخيار لا مناص عنه لبعض الفئات فاقدي الشرعية الشعبية التي هي أساس العملية الانتخابية في الأساس.

فالأخطر من التزوير هو جر الناس من دون وعي لما يفعلون ليس ذلك فحسب بل تزوير الوعي التاريخي للجماهير والتأثير على خيار الحرية في الحياة وعلى مبدأ تكافؤ الفرص الذي ينتج عنه في النهاية نائمون تحت القبة وليسوا بنواب .

ومما يزيد الوضع سوء التخبط الذي لم يسبق له مثيل في المشهد هذه الأيام ، فما بين إهتزار في المشهد الحزبي وخلافات ومناوشات داخلية بين الأحزاب الموجودة على الساحة للخروج بمايسمى بالقائمة الإتلافية من ناحية ، وبين نواب سابقين يحاربون بكل ما آتاهم الله من قوة للحفاظ على اللقب والقضاء على مصطلح النائب السابق والذي من أجل القضاء عليه على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس ، يتوه صوت المواطن الحر .

قد يهمك ايضاً:

أنور آبو الخير يكتب: بين طيات الحزن

كلكم راع وكلكم مسئول :أبدأ بمن تعول

فبعد قيام ثورتين والوصول إلي رقابة قضائية وإشراف قضائي كامل على سير العملية الإنتخابية يجد المواطن  نفسه وقد فرض عليه مجموعة من البشر ذات ألقاب ووجوه وأسماء غير قابلة للتغير وكأننا قد عدنا للوراء سنوات بل عشرات من السنوات لما قبل الجمهورية ، يجد المواطن نفسه وقد عاد إلى عهد الملكية التي قضى عليها عبدالناصر هو وضباطه الأحرار في أوائل خمسينيات القرن الماضي.

مازلنا نصرخ في الناس عند كل إستحقاق ونناشدهم بل ونتوسل إليهم أن يتحلوا بالإيجابية حتى لاندع مجال لسرقة هذا الوطن .

إعلم أخي المواطن أنك درع الحماية الشرعية الوحيد أمام كل محاولات إغتيال حلمك في وطن أنت من تخطط لمستقبله

فلن تصبح قادراً على تحقيق حلمك في وطنك إلا عن طريق من ينوبك بصفة شرعية من أجل تحقيق هذا الحلم ، فما شيدت القبة البرلمانية من أجل نواب المصالح الشخصية ، وما سنت القوانيين ليستغل أشباه النواب ثغراتها لتحقيق المصالح الشخصية وجمع الثروات لهم ولذويهم وكأنهم في إعارة بإسمك للعمل في دول الخليج ، لاترضى لنفسك أخي المواطن أن تكون مفعولاً بك ، وأن تعيش محروماً من أقل حقوقك المشروعة في حين يتمتع هولاء بكل ملذات الحياة وأنت الراعي الرسمي لتلك الحياة التي ينعموا بها .

لن يحمي صوتك غيرك و لن يحمي إرادتك إلا نزولك ومشاركتك

واجه مالهم السياسي بنزولك الطاغي ، فلن يستطيع مالهم العفن الوقوف أمام حضورك وسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة.

ويبقى السؤال مطروح وتبقى أنت أخي المواطن الحل  وكلمة السر

فهل ستستطيع بصوتك الحر أن تقف أمام المال السياسي أم أن الأمر بات محسوماً  ضدك وبرعايتك ؟؟؟!!!

اترك رد