كتبت : إيمان عونى مقلد
نعم هناك مصطلح يسمي تقوية المناعة النفسية وهو ضروري وهام لصحة الإنسان.
فالخوف الشديد من فيروس الكورونا ينتج مشكلة نفسية خطيرة وهي فوبيا الكورونا …وقد تزيد شدة الخوف لدرجة أن يموت الشخص بالخوف وليس من الفيروس نفسه؛ فالقلق والهلع يضعف المناعة النفسية، في حين أن المناعة النفسية هي السلاح الأقوى لمواجهة الفيروس، والمناعة النفسية لها دور في تقوية المناعة الجسدية، مما يزيد في مقاومة المرض.
والمناعة النفسية هي قدرة الفرد على حماية نفسه من التأثيرات السلبية المتمثلة في الضغوط والتهديدات والمخاطر، والاحباطات والأزمات النفسية، والتخلص منها، عن طريق التحصين النفسي باستخدام الموارد الذاتية، والإمكانات الكامنة في الشخصية، مثل التفكير الإيجابي والإبداع في حل المشكلات، وضبط النفس والاتزان، والصمود والصلابة والتحدي والمثابرة والفاعلية، والتفاؤل والمرونة والتكيف مع البيئة.
إدن المناعة النفسية لها دور في التغلب على المصاعب وتجاوز العثرات، لتحقيق النجاح حيث تعمل المناعة النفسية على صقل تفكير الفرد، وتوجيهه إلى طرق التعامل الإيجابي مع الضغوط والتوترات في البيئة المليئة بالمشكلات والضغوطات النفسية.
فضعف المناعة النفسية يولد خطر كبير على صحة الفرد واتزانه، كما يهدد كيانه لما ينشأ عنها من آثار سلبية كضعف القدرة على التكيف وضعف مستوى الأداء والعجز عن ممارسة مهام الحياة اليومية وانخفاض للإنجاز والشعور بالإنهاك النفسي.
وكل هذا يؤثر سلبا على الجهاز المناعي الحيوي فيصير الجسم هشا ومرتع للأمراض والفيروسات وتنخفض المقاومة .
ولأهمية المناعة النفسية يجب إعطاء الجوانب النفسية الإيجابية حيزا كبيرا من الاهتمام في الحياة اليومية، لأن صحة الإنسان لا يمكن أن تكتمل دون صحة نفسية ، فالأشخاص الذين يفتقرون إلى الصحة النفسية والدعم النفسي هم ضحايا المرض والفشل والجريمة في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ومن مظاهر المناعة النفسية :
1- الثبات أمام المطامع والشهوات وغيرها.
2- القدرة على مواجهة المواقف الصعبة المخيفة.
3-يتحمل الفرد مالا يتحمله غيره.
4- يكون الفرد هادئ مطمئن القلب راضي النفس.
أعراض فقدان المناعة النفسية .
1 – ضعف الفرد في السيطرة الذاتية والتحكم في الذات.
2- ضعف المقاومة والفشل والاستسلام لليأس.
3-ضعف درجة النضج الانفعالي.
4-الانغلاق والجمود الفكري
5-الانعزالية وضعف الاتصال مع الآخرين. ومقاومة التغيير.
6-قلة الإحساس بالمتعة والفرح والسرور في الحياة والميل إلى الحزن والتشاؤم.
و أشار ( olah) أن المناعة النفسية للفرد ضرورية مثلها مثل المناعة الجسدية ، مؤكدا على أن والمناعة الجسدية تساهم في الحماية من الأمراض المختلفة بينما تساهم المناعة النفسية في قدرة الإنسان في الحفاظ على توازنه الانفعالي، وتحقق له أكثر قدرة على مواجهة الأزمات والصدمات المختلفة ، وأن الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية تؤدي إلى أمراض عضوية وأن الكثير من الأمراض العضوية يمكن أن يكون سببها عائدا إلى مشاكل نفسية.
وبمأننا أمام وباء عالمي وتصريحات غير مدروسة نفسيا، واجب علينا القيام بتوعية الناس لكيفية التعامل مع الوباء وكيفية إدارة الضغوط النفسية لرفع المناعة النفسية، وتقديم الدعم النفسي بالابتعاد عن نشر المقاطع المخيفة والرسائل السلبية، وننشر الإيجابية والتفاؤل لرفع المناعة النفسية وبالتالي رفع المناعة الجسدية.