هدير عبدالعظيم تكتب “حجر الأساس الكوني”

بقلم : هدير عبدالعظيم

في كتابتنا عن التنمية الأسرية نتطرق إلي عدة جوانب مهمة، وقبل ذلك لابد أن نفهم ونعي جيداً خطورة هذا الموضوع، نحن نتحدث عن الأساس المجتمعي والثقافي والاقتصادي والتنموي والنفسي وإلي آخره.

إنها الأسرة هي حجر الأساس الكوني، هي نواة المجتمع لكل جوانب الحياة، ف نجاح الأسرة أساس نجاح المجتمع ،كثير من الأسر فيها أفراد متميزون وهذا شيء مطلوب، ولكن المهم هو نجاح الأسرة بالروح التي تسودها والعلاقات التي تربط بينها.

نحن بحاجة إلي تحقيق النجاح الأسري هذا النجاح الذي يتحقق من عدة اتجاهات والتي منها تأصيل القيم الدينيةو المناخ العاطفي بين افراد الأسرة والاستقرار النفسي والتطور التعليمي و هنا لا يختص بالأسر المتعلمة، نحن لا نحتاج اليوم إلي تعليم وإنما إلي تعليم ممتاز يدرك من خلاله الأبوان أن رأس مال الجيل الجديد هو ما لدية من معرفة تعليمية وحياتيه ونفسية متطورة.

وحتي نصل إلي هذة الدرجة من التميز، علينا ان نسعي إلي توحيد الأسرة بأبنائها تحت ظل المقومات الربانية، من سكن القلب واطمئنان النفس وراحة الضمير وتأصيل القيم الدينية وغرس التقاليد العربية الأصيلة لأستمرارية الأسرة وتماسك المجتمع، لانها اهم خليه يتكون منها جسم المجتمع البشري اذا صلحت صلح المجتمع كله واذا فسدت فسد المجتمع كله، بصفتها الخلية الاولي في البناء الاجتماعي فهي التي منها تكتسب المعرفة والخبرة والسلوك والمؤثرات التربوية إيجابية كانت او سلبية.

فالطفل يولد كالاسفنجة يمتص كل ما يراه من أقوال وافعال فالمثيرات التي تقدمها الأسرة وخصوصا في إطار العلاقة بين الوالدين والطفل لها دورآ حاسمآ في تنمية التنظيم العاطفي ومنحهم القدرة علي إدارة مشاعرهم وتعبيراتهم العاطفية.

وايضا الاستجابات الداعمة والدافئة للأبوان و الحوار بين الوالدين والابناء كل ذلك واكثر يعزز المناخ العاطفي للأسرة . وسوف نستعرض في كتابتنا القادمة المزيد عن عوامل وأسس نجاح الأسرة وتحقيق التنمية الأسرية والمواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، فالأسرة السعيدة تتضمن شعورآ قويآ بالانتماء والارتباط الجماعي.