حصد نيك كاسيدي سائق فريق “إنفيجن رايسينغ” فوزه الأول في بطولة العالم إيه بي بي فورمولا إي في مدينة نيويورك، متقدماً على لوكاس دي غراسي سائق فينتوري، وزميله في الفريق روبن فرينز، وذلك بعد سباق دراماتيكي تعرض خلاله معظم السائقين لحوادث بسبب الأمطار الغزيرة، ليكون أكثر السباقات متعة وإثارة خلال الموسم الحالي حتى الآن.
اجتاحت عاصفة من الأمطار الغزيرة التي غمرت حلبة بروكلين ستريت تاركة أثاراً من تجمعات المياه في منطقة الكبح وحتى المنعطف 6، وذلك في الدقائق العشر الأخيرة من عمر سباق مدته 45 دقيقة.
أشهر منظمو السباق العلم الأصفر، إذ لا بدّ من تخفيف السرعة وضرورة توخي الحذر والقيادة بأمان في ظل الظروف المناخية الصعبة.
سيطر كاسيدي على السباق لكن مع ازدياد حدّة هطول الأمطار انزلقت سيارته واصطدم بالحواجز، هذا ولحق به عند المنعطف السادس كل من لوكاس دي غراسي سائق فينتوري وستوفيل فاندورن سائق مرسيدس، حيث ارتطم الأخير بسيارة كاسيدي. شهد السباق مزيداً من الحوادث ما أدى إلى انتهاء السباق مبكراً، ورفع العلم الأحمر.
قبل هطول الأمطار… سيطر كاسيدي على السباق متقدماً على الجميع بالرغم من تواجده في مراكز متوسطة ضمن خط البداية قبل الانطلاق، مستخدماً نمط “الهجوم” في وقت مبكر من السباق، ليحل كلاً من لوكاس دي غراسي وروبن فرينز خلفه بفترة زمنية متقاربة. قدم الثنائي انطلاقة رائعة أمام فاندورن الذي حل ثانياً خلف كاسيدي، لكنه تعثّر وخسر مركزين عند المنعطف 27 لتتغير مراكز السائقين في سباق متقلب.
شق مورتارا طريقه إلى المركز الخامس من خلال أسلوب “الهجوم” الثاني المتأخر، إذ غاب سائق فينتوري عن المنافسات في التصفيات، وبدأ في المركز التاسع.
رفع العلم الأحمر يعني توقف المجريات على الحلبة، حيث يتم رفعه في ظروف قاهرة مثل الظروف الجوية الاستثنائية، وصعوبة الرؤية على المسار أو في حال وقوع حادث كبير يتطلب إيقاف السباق، وتُحدد نتيجة السباق في اللفة الأخيرة التي تسبق لفة رفع العلم الأحمر، وفقاً للمادة 41.9 من اللوائح الرياضية للاتحاد الدولي للسيارات. ما يعني أن الفوز في السباق ذهب لصالح كاسيدي، مع تواجد كل لوكاس دي غراسي سائق فينتوري، وزميله في الفريق روبن فرينز في منصة التتويج.
لم يكن فاندورن قادراً على الاستفادة من تقدمه في خط البداية على إدواردو مورتارا ، إذ عاد سائق فينتوري إلى منزله محققاً المركز الخامس، لكنه تمكن من تعزيز مركزه في الترتيب العام للسائقين متفوقاً بـ 13 نقطة على فاندورن. حقق بدوره ميتش إيفانز سائق “جاكوار رايسينغ” المركز 11، بينما حل جان إريك فيرجني سائق فريق “دي أس فيرجن رايسينغ” في المركز 18، وكلاهما أنهيا السباق دون تسجيل أي نقطة في رصيدهما.
جاءت النتائج النهائية لتترك فريق “روكيت فينتوري رايسينغ” في صدارة ترتيب بطولة العالم للفرق، بفارق 23 نقطة عن فريق “مرسيدس إي كيو” الذي يتفوق على فريق “دي أس فيرجن رايسينغ” في الوقت الراهن.
شهد السباق الأول من جولة نيويورك المزدوجة في الفورمولا إي، العديد من التحديات، الأمر الذي يتطلب من المهندسين بذل جهود جبارة، للتحضير للجولة 12 والسباق الثاني في مدينة نيويورك الذي ينطلق يوم غد.
أُضيء مبنى “إمباير ستيت” باللون الأزرق ليدل على سمة سباقات فورمولا إي، وذلك احتفاءً بالعام الخامس لجائزة مدينة نيويورك في بطولة العالم إيه بي بي فورمولا إي.
قال نيك كاسيدي، سائق فريق “إنفيجن رايسينغ”، رقم 37:
“كان سباقاً حافلاً بالتحديات، ولقد أضافت العاصفة الممطرة الكثير من الصعوبات، على الرغم من البداية المثالية. قدمت أداء رائعاً مع انطلاقة مميزة مسيطراً على الصدارة قبل حدوث العاصفة. بدأت السماء تمطر وشعرت بخيبة أمل كبيرة لكنني حاولت الصمود والمحافظة على الصدارة، أعتقد هذا كل ما يتوجب فعله في ظل هذه الظروف الاستثنائية”.
“فور معرفتي بخبر فوزي بالسباق… لم أصدق ما سمعته، وشعرت بالسعادة والفخر بأعضاء الفريق. لا أريد التحدث عن عملية اتخاذ لجنة التحكيم لقرار الفوز، فالمهم بالنسبة لي أنني قدمت أداء يليق بفريقنا ونستحق الفوز. لقد كانت سيارة سريعة ومتجاوبة على الرغم من صعوبات السباق. أشعر اليوم أننا قادرين على تقديم المزيد من الإنجازات، خاصة بعد نهاية سباق الأسبوع… لا بد أن يكون الفوز حليفنا”.
قال لوكاس دي غراسي سائق “روكيت فينتوري رايسينغ”، رقم 11:
“أعتبر حادث اليوم أقوى المشاهد خلال مسيرتي في فورمولا إي، إذ كان أحد أشد الاصطدامات التي تعرضت لها في رياضة السيارات، تُقدر قوة الضربة بأكثر من 15 جرام. تعرضت للإصابة بكدمات في عنقي، ويدي، وساقي، لكنني أشعر أنني بخير، حاولت جاهداً تحقيق المركز الأول، في النهائة هذه هي طبيعة رياضة السيارات، قد تقدم أداءً رائعاً لكنك لا تحرز النتيجة المنشودة”.
“أنا سعيد بقرار رفع العلم الأحمر وعكس نتيجة السباق، كان لا بد من القيام بهذه الخطوة الهامة لسلامة السائقين. تمكنت من تحقيق نقاط ثمينة عززت مركزي في الترتيب العام للسائقين. أشعر بخيبة أمل بسبب تعرض السيارة لأضرار جسيمة، ويتوجب على كادر المهندسين العمل بجد لتغدو جاهزة لخوض سباق يوم غد”.
قال روبن فرينز، سائق فريق “إنفيجن رايسينغ” رقم 4:
“أنا بخير، لم أصطدم بالحائط بشكل مباشر، نيك ولوكاس، تعرضا لاصطدام مباشر عند المنعطف 6، لا أعرف ما حدث خلفي ولكني كنت الوحيد الذي نجا من هذا الحادث”.
” كان أمراً صعباً للغاية أن أتجنب الاصدام، إذ أننا جميعنا نستخدم الإطارات لثلاثة أرباع السباق، ومستوى أداء الإطارات ينخفض مع مرور الوقت، وترافق ذلك مع هطول الأمطار متسبباً بتجمعات هائلة من المياه على مسار حلبة السباق. استخدمت الفرامل في وقت مبكر بعض الشيء. في الحقيقة لم أستطيع الرؤية بشكل جيد بسبب الرذاذ المتطاير، وفجأة شاهدت سيارة لوكاس جانباً، وبانحناء 45 درجة أمامي. لحسن الحظ، أنني فرملت مبكراً وقمت بالانعطاف متجنباً الاصدام به”.
التعليقات مغلقة.