سعاد أحمد على
د. علي أبو سنة: تغير المناخ أصبح واقعًا يوميًا يدفع إلى النزوح والتنقل البشري
شارك الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في فعاليات منتدى برلين الأول للتنقل المناخي، الذي نظمه المركز العالمي للتنقل المناخي بالتعاون مع مؤسسة روبرت بوش، في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة من 16 إلى 17 يونيو الجاري، بمشاركة رفيعة المستوى من الوزراء، وصناع القرار، والباحثين، وممثلي المجتمعات المتضررة، والشباب المبتكرين.
وأكد أبو سنة خلال كلمته، أن المنتدى يمثل منصة مهمة لمعالجة التحديات المُلحة المرتبطة بالتنقل المناخي، وتبادل المعرفة، وبناء الشراكات، وصياغة أجندة مشتركة من أجل حلول عادلة ومستدامة، مشيرًا إلى أن الصدمات المناخية أصبحت أحد العوامل الرئيسية في النزوح الداخلي والتنقل البشري، وتقوّض مكاسب التنمية وتعمّق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أن تغير المناخ لم يعد تهديدًا مستقبليًا، بل واقع يومي تعيشه العديد من الدول ومنها مصر، التي تواجه بالفعل تحديات مثل: ارتفاع درجات الحرارة، وندرة المياه، وتدهور الأراضي، وارتفاع منسوب مياه البحر، مؤكداً أن الاستجابة لهذه التحديات تتطلب دمج التنقل المناخي في استراتيجيات التكيف والتنمية المستدامة.
وشدد أبو سنة على أن مصر، رغم تأثرها البالغ بتغير المناخ، لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث تبنت خطوات عملية وجريئة لبناء القدرة على التكيف، من خلال الاستثمار في البنية التحتية المرنة، وأنظمة الإنذار المبكر، خاصة في المناطق الساحلية، موضحًا أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 ترتكز على نهج متكامل يشمل التكيف، والحماية الاجتماعية، والتنمية المستدامة.
وأشار إلى جهود مصر في تنفيذ مشروع “تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ” بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق المناخ الأخضر، لحماية سواحلها الشمالية ومجتمعاتها المحلية.
كما استعرض الدكتور أبو سنة برنامج “ترابط المياه والغذاء والطاقة” الذي أطلق خلال مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ، كأداة لربط أهداف التنمية الوطنية بجهود التكيف المناخي، وحشد التمويل الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي والطاقة النظيفة.
وأكد رئيس جهاز شئون البيئة أن الوقت قد حان لدمج قضية التنقل المناخي ضمن الأطر الوطنية والدولية كجزء أساسي من العدالة المناخية، داعياً إلى معاملة التنقل كاستراتيجية للصمود، وفرصة للتنمية، وليس مجرد نتيجة سلبية للتغيرات المناخية.
وأضاف أن مصر تدعو إلى تضمين قضايا التنقل المناخي في خطط وسياسات التكيف الوطنية، وتوسيع آليات تمويل المناخ لتشمل المشاريع الداعمة للمجتمعات المتأثرة بالنزوح، وتعزيز نظم الإنذار المبكر، وتوفير سبل عيش مستدامة.
وعلى هامش المنتدى، عقد الدكتور علي أبو سنة اجتماعًا ثنائيًا مع مدير المركز العالمي للتنقل المناخي، تناول خلاله فرص التعاون المشترك في تنفيذ أولويات الحكومة المصرية في مجال التكيف مع آثار تغير المناخ.
وأعرب مدير المركز عن تطلعه لتفعيل آلية شراكة مع مصر، في ضوء النجاح الكبير الذي حققته خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27، والذي شهد الإعلان الرسمي عن انطلاق أنشطة المركز العالمي للتنقل المناخي.
من جانبه، أكد أبو سنة على أهمية استمرار المشاورات الفنية بين الجانبين لتحديد الأولويات الوطنية في مجال التنقل المناخي، والعمل على بناء كوادر وطنية شابة تمتلك المهارات والمعرفة في مواجهة التحديات المناخية