آخر الأخبار
وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصول مختبر مستشفى هوغو تشافيز على شهادة الاعتماد الدولية ISO 15189:2022
قري مركز السنطة تغرق في مياه الصرف الصحي .. والأهالي ننتظر زيارة حياة كريمة
خبراء جامعة كفرالشيخ يصممون مشروع الهوية البصرية للمحافظة
رئيس "كاف" يعزي نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري: "سيظل خالدًا في قلوبنا"
اتحاد الكرة يشكّل لجنة جديدة للاعبين المحترفين بالخارج لمتابعتهم وضمهم للمنتخبات
اتحاد الكرة يُجري مقابلات لاختيار 25 مدرباً لرخصة CAF A7 بحضور عبد اللطيف الدوماني
الزمالك يضم عمرو ناصر من فاركو لمدة 5 مواسم لتدعيم الهجوم
محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بشارع حسن عفيفي بحي ثان طنطا
مصرع شخص فى تصادم دراجة نارية مع سيارة بشبين القناطر
في ثاني تجاربه الوديه غزل المحلة يهزم بتروجيت بهدفين مقابل هدف
كتبت – شيرين شهاب
الفنان «أنور وجدي» ولد فقيرا في 11 أكتوبر 1904، وعاش حياته باحثا عن المال بأي طريقة، حتى إنه دعا الله أن يرزقه بجمع مبلغ مليون جنيه لكي يشتري “عمارة” كبيرة، مقابل أن يبتليه بكل الأمراض، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لاستقبال دعوته.
“أنور يحيى الفتال “، الذي أصبح فيما بعد “أنور وجدي”، أو كما لقبه الجمهور بـ”فتى الشاشة الأول”، سخّر وقته وجهده لجمع الأموال من الفن، فكان هو المنتج والمخرج والمؤلف والبطل، وقيل إنه امتلك من البخل ما لم يمتلكه غيره من المنتجين، ومع ذلك شهد له جميع العاملين في صناعة السينما بالمهارة والتفوق والذكاء.
استطاع أن ينتج أفلاما ناجحة بأقل التكاليف، إذ إنه اكتشف “الطفلة المعجزة” فيروز، وحصد من ورائها آلاف الجنيهات، ولكن الأخيرة كشفت في حوار تليفزيوني لها مع البرنامج اللبناني “خليك بالبيت”، بأنها عاشت لفترة في منزل الفنان أنور وجدي، مع زوجته آنذاك الفنانة ليلى مراد، وكانت شاهدة على صفة البخل في الفنان الراحل، والتي كانت معروفة لدى الوسط الفني، فقالت إنه كان ينقل أثاث شقته إلى استوديو التصوير، ليستغلها في تصوير 3 أفلام معًا، ثم يعيدها إلى المنزل، مما كان يثير غضب زوجته ليلى مراد، كما كان يجرد “فيروز” من ملابس التمثيل والإكسسوارات بعد انتهاء الفيلم، حتى “دبوس الشعر”، على حد قولها.
قد يهمك ايضاً:
لم يصدق الجمهور ولا العاملون في الوسط الفني أن نهاية “فتى الشاشة الأولى” ستكون بهذه الدرجة من المأساوية، فبعد أن نجح في تكوين ثروة وصلت إلى نصف مليون جنيه أو أكثر، وشراء عقار في منطقة “باب اللوق”، أصيب “وجدي” بأمراض الكلى وسرطان المعدة، وكان في ذلك الوقت قد تزوج من الفنانة ليلي فوزي، التي كان زواجه منها حلمًا بالنسبة له حيث كان في بداية نجوميته قد تقدم لخطبتها من والدها لكن والدها اعتذر وفضل عليه المطرب عزيز عثمان.
سافر لقضاء شهر العسل في العاصمة السويدية “أستوكهلوم”، وهناك اشتد عليه المرض، وبعد 3 أيام من وصوله أصيب بالعمى، فدخل المستشفى ورقد على فراش المرض بين الصحوة والغيبوبة، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في 14 مايو 1955، عن عمر ناهز 44 عاما، لتبدأ رحلة إعادته إلى مصر في صندوق خشبي بصحبة زوجته “ليلى فوزي”، التي استقبلها الفنانون في مطار القاهرة بالدموع.
المفارقة المحزنة هي أن الصندوق الذي حوى بداخله جثمان أنور وجدي استقر في مدخل عمارته في “باب اللوق” ولم يكن قد سكن فيها، ليبيت ليلته في مدخل العمارة وحيدا، ولم يكن معه سوى سكرتيره، في أثناء ذلك ذهب المنشد محمد الكحلاوي إلى عمارة “وجدي” ليجده مستلقيا في صندوق خشبي مغلق بالشمع والمسامير. أصرّ “الكحلاوي” على فتح الصندوق للتأكد من أن الجثمان بداخله يخص “وجدي”، وبالفعل فتحه بمساعدة بعض الحراس، ليفاجأ بجثمان أنور وجدي ملفوفا في “الشاش”، فقال: “لا حول ولا قوة إلا بالله، بقى ده أنور وجدي فتى الشاشة!، ثم صرخ في وجه المحيطين ووجه لهم السباب”، فقام بنفسه بإحضار كفن ونقل الجثمان لمسجد “عمر مكرم”، وأشرف على تغسيله مرة أخرى.
خرجت الجنازة من ميدان التحرير ليشيع الآلاف من معجبيه جثمانه في مشهد حزين، ويوارى جثمان أنور وجدي الثرى في مقبرة مجاورة لمقبرة كوكب الشرق أم كلثوم، ومن ثم يقام عزاؤه في الفيلا التي كان يمتلكها في الزمالك، وأثناء العزاء نشبت مشاجرة بين أقاربه على الميراث، وتدخلت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا لفض الاشتباك، وتم الاستقرار على بيع فيلا الزمالك، ومعمل تحميض الأفلام، الذي كان يعتبره مصدرًا كبيرًا من مصادر دخله، وتم وضع ثمنهما مع إيرادات عمارة باب اللوق في البنك، لحين فض النزاع.