ننشر كلمة السفير أحمد رشيد الخطابي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية
متابعة – رفعت عبد السميع:
ننشر كلمة السفير أحمد رشيد الخطابي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال خلال الدورة (18) للملتقى الاعلامي العربي.
وإليكم نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد عبدالرحمن بداح المطيري
وزير الاعلام وزير الدوله لشؤون الشباب
سعادة السيد ماضي الخميس
الامين العام للملتقى الاعلام العربي
حضرات السيدات والسادة
استهلالا، أتشرف بتقديم خالص الشكر للأمين العام للملتقى الاعلامي العربي على دعوته الكريمة، مثمناً عالياً المجهودات المتميزة لهذه المؤسسة الإعلامية التي تحتفل بمرو 20 سنة على تأسيسها.
كما أعرب عن سعادتي بمشاركة قطاع الاعلام والاتصال بالأمانة العامة للجامعة العربية في هذه الدورة لمناقشة اشكالية مستقبل الاعلام المنظمة تحت رعاية سمو الشيخ أحمد نواف الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، مثمناً الدور الفعال لهذا البلد الشقيق في ظل قيادته الحكيمة في خدمة قضايانا العربية في مختلف المجالات بما فيها الحقل الإعلامي.
ان طرح سؤال الاعلام واعلام المستقبل هو في حد ذاته محاولة لتشخيص التأثيرات العميقة للمشهد الإعلامي في ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وانتشار وسائل التواصل وبروز آليات الذكاء الاصطناعي التي ادخلت العالم في تحولات غير مسبوقة، الأمر الذي يجعل الاعلام العربي محكوم عليه بالتفاعل مع هذا التطور الكاسح لكسب رهان التحول الرقمي.
ومن هنا، فإن المدخل الاساسي في هذا المسار يتطلب إطلاق خطة عمل عربية محكمة ونوعية للتكوين الإعلامي، بتعاون مع مختلف الشركاء والمعاهد العليا لاستيعاب ومسايرة هذه التطورات، وذلك باتساق مع اعتماد رؤية استشرافية تسهم في تجويد الممارسة الإعلامية وتعزيز المهارات والقدرات التنافسية المهنية.
ومن نافلة القول أن الذكاء الاصطناعي يعد محددا جوهريا في فهم مستقبل العمل الاعلامي بعدما أضحى خلال السنوات الاخيرة يفرض نفسه بشكل واضح ومتزايد في مختلف القطاعات المهنية والخدماتية بما فيها ميدان الاعلام والاتصال.
ذلكم ان التطبيقات المستخدمة الجديدة تؤثر بشكل مباشر على صناعة الاعلام وتضعها أمام تحدي حقيقي في ضوء اللجوء الى تطبيقات مستخدمة في كتابة المقالات، والتحليلات، وسرد القصص والوقائع تعتمد على جمع البيانات المتاحة في الانترنت بقدر عال من السرعة والدقة. كما أقدمت بعض القنوات على استخدام روبوتات في إنجاز برامج تلفزيونية ونشرات اخبارية.
ان هذه المتغيرات تؤسس لمرحلة جديدة في العمل الاعلامي بقدر ما تحدث رجة عنيفة في الأساليب وطرق الاداء المتعارف عليها في الاعلام المكتوب والاذاعي والتلفزيوني، وسائل طالما شكلت واجهات جذابة للإخبار والتواصل والتوعية المجتمعية، وتشكيل الرأي العام والتأثير على مكوناته ، وتدعيم روح المواطنة والحريات وفي جوهرها حرية التعبير التي تظل رديفة لحرية الصحافة.
والثابت ان أهمية البحث خلال هذا الملتقى الرفيع في مستقبل صناعة الاعلام العربي، ودراسة أفضل السبل للاستفادة من الفرص التي تتيحها الوسائط التفاعلية لحماية وتعزيز المحتوى الإعلامي العربي بما في ذلك على صعيد التعامل مع كبريات الشركات الرقمية، فضلاً عن استغلال الذكاء الاصطناعي لخدمة القضايا والأهداف المشتركة والحيلولة دون السقوط في انحرافات تمس بالابتكار وحق الملكية الفكرية وبالمكاسب الوظيفية، والاخلال بالضوابط القانونية والاخلاقية والمقومات الروحية والوطنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات مغلقة.