قتل نحو مئة مدني في السودان حيث تواصلت المعارك، ولا سيّما في الخرطوم، الإثنين في اليوم الثالث من القتال الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وتمّ إخلاء مستشفيين على الأقلّ في العاصمة بعدما “اخترق الرصاص والقذائف جدرانهما”، بحسب ما أعلن أطباء قالوا إنّه لم تعدّ لديهم كذلك أكياس دمّ ولا مستلزمات طبية لعلاج المصابين.
وأعلنت نقابة أطباء السودان المستقلّة والمؤيدة للديموقراطية الإثنين مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنياً، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، نصفهم تقريباً في العاصمة.وأوضحت النقابة في بيان أنّ “365 شخصاً أصيبوا” بجروح.
وسبق للنقابة أن أشارت إلى أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعدّ بـ”العشرات”، لكنّ أيا من الطرفين لم يعلن عن خسائره البشرية.
وإضافة إلى الطلقات النارية العشوائية التي أسفرت خصوصاً عن مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور، صار يتعيّن على العاملين في المجال الإنساني التعامل مع عمليات النهب في الإقليم، وفق ما أكّدت منظمة “أنقذوا الأطفال”.
وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقارّ لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة بـ”الجنجويد” في عهد عمر البشير وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور.
ولاحقاً تحوّلت ميليشيات الجنجويد إلى قوة نظامية شبه عسكرية باسم “قوات الدعم السريع”، وبعد الإطاحة بالبشير شاركت في تقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين.
وأصيب يونانيان في الخرطوم فيما يوجد قرابة 15 آخرين داخل الكنيسة الارثوذكسية في الكديمة ولا يستطيعون الخروج منها بسبب المعارك.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش الإثنين إلى “وقف فوري للأعمال العدائية، وإعادة إرساء الهدوء، والانخراط في حوار لحلّ الأزمة” في السودان.
وقال جوتيريش “أدين بشدّة اندلاع المعارك الدائرة في السودان”، محذّراً من أنّ “أيّ تصعيد إضافي” للنزاع بين الجيش والقوات شبه العسكرية “قد يكون مدمّراً للبلاد والمنطقة”.
ودعا الأمين العام “كلّ من لديهم نفوذ على الوضع لاستخدامه في سبيل إحلال السلام”.وأضاف أنّ “الوضع الإنساني في السودان كان هشّاً أصلاً وبات الآن كارثياً”.
وفي هذا الصدد، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّها “على استعداد” لمساعدة السودان – وهو من الدول التي تستضيف أكبر عدد لاجئين في إفريقيا – والدول المجاورة له في حال نزوح سكّان بسبب الحرب.
وأعلنت مصر، وهي جار كبير مؤثّر، أنّها ناقشت الوضع في السودان مع السعودية وجنوب السودان وجيبوتي، وكذلك مع فرنسا.
من جانبها تحدثت قطر مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد الذي من المفترض أن يتوجه في أسرع وقت ممكن إلى السودان – الذي لم تعد تحلق فوقه أي طائرات ركاب.
ودعا وزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا من اليابان الإثنين إلى “وقف فوري” للعنف.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى “وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي الإثنين اجتماعاً مغلقاً بشأن الوضع في السودان.
التعليقات مغلقة.