بقلم: حنان زكريا
بدايةً الإنسان ليس إلا سيرة طيبة
السيرة الطيبة هى الإرث الذى يبقى بعد رحيل الإنسان، وهى ما تجعله خالدًا فى قلوب الآخرين.
كما قال الشاعر أحمد شوقى:
« دقّات قلب المَرء قائلةٌ له، إن الحياة دقائق وثوانى فارفَع لنفسك بعد موتك ذكرَها، فَالذكر للإنسان عُمر ثاني…»
لذلك من المُهم جداً أن نترك أثرًا طيبًا فى حياتنا ونسعى جاهدين على أن نترك سيرة طيبة بعد مماتنا ..!!
فكُلنا راحلُون ويبقى الأثر الطيب ..
وما ننشره من صور وموضوعات على مواقع التواصل الإجتماعى إما أن يكونا صدقة جارية على أرواحنا أو يكونا سيئة جارية والعياذُ بالله.
فرجاءًا إجعلوا كل ما تنشروه على صفحاتكم صدقة جارية فى الحياة وبعد الممات.
لقد كتبت عن هذا الموضوع عدة مرَّات فى شكل منشور قصير وأقوم بنشره بين الحين والآخر منذ أكثر من 15 عام ..
ثم قررت أن أكتب عنه مقال لأهميته وخطورته..
والسبب هو إنى لاحظت فى الأونة الأخيرة نشر الكثير من الأكاذيب والشائعات التى قد تُدمر بيوت بل وبلاد، والصور الخادشة للحياء التى يراها الشباب على الملأ والتى أدت إلى زيادة حوادث التحرُش ،هذا غير كارثة منصة التيك توك وغيرها من منصات والتى سيطرت على عقول الكثيرين ومنهم بعض الأزواج والزوجات التى أصبحت بيوتهم وحياتهم الزوجية ليس لهما حُرمة ولا خصوصية ..!!
وبسبب كل هذه التغيُّرات وغيرها الدخيلة على مجتمعنا والتى تسببت فى إنهيار أخلاق العديد، أريد أن أنوِّه عن مدى خطورة ما يفعلون وأذكرهم ونفسى بأن، كما هناك صدقة جارية، هناك أيضًا سيئة جارية فإنتبهوا جيدًا لما تقومون بنشره ..!!
فى زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الإجتماعى ساحة مفتوحة للتعبير، ننسى أحيانًا أن كل كلمة ننشرها، كل صورة نشاركها، وكل فكرة نُروِّج لها قد تبقى بعد رحيلنا. فكما يُذكِّرنا الحديث النبوي الشريف.
“إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: 1-صدقة جارية.
2-علم يُنتفع به.
3-ولد صالح يدعو له.
والعكس أيضًا صحيح! هناك “سيئة جارية”
تنتشر عبر منشوراتنا القديمة، أو المحتوى الضّار الذى قد يؤذى الآخرين ويستمر تأثيره حتى بعد رحيلنا.
أهمية التنظيف الدائم لكل منشوراتك..
أول وأهم شيئ، أن بعد رحيلنا من الصعب جداً حذف أى منشور تم نشره وفيه ضرر للآخرين، لأن لا أحد يعلم كلمة السر لدخول أى حساب خاص بك على السوشيال ميديا غيرك أنت..!!
لذلك وقبل فوات الأوان الرجاء عمل جرد شامل لكل ما نشرته من بداية نشاطاتك على السوشيال ميديا حتى الآن.!!
كما يجب الإنتباه جيدًا أثناء كتابة أى تعليق على أى منشور تقرأه ،وتريد إبداء رأيك فيه..!!
رجاءًا لا تستهوِن بأى منشور نشرته فيه ضرر على الأخرين، والسبب كما ذكرت أعلاه أن مثل ما فيه صدقة جارية ،هناك أيضاً سيئة جارية فإنتبه ..!!
ومن خلال بحثى عن هذا الموضوع تأكدت من أهميته من خلال السطور الآتية والتى تؤكد مدى خطورته ..!!
1. أنت المسؤول عن كل حرف تنشره .
– قال تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
فما بالك بما تكتبه وتنشره أمام الملايين..!!
– قد يكون منشور قديم لك مضمونه غيبة، كذبًا، أو تشجيعًا على مُنكر، ويظل يُقرأ ويُشارك، فتُكتب عليك أوزاره دون أن تدرى.
2- إرثك الرقمى يعكس قيمك.
*هل تريد أن يَذكُرك الناس بخير ..!!؟
عليك بحذف ما لا يليق، أو يَنشُر الفتنة، أو يُخالف أخلاقك ودينك.
*تخيل أن أبناءك أو أحباءك سيَرُون بروفايلك بعد سنوات..
ماذا ستترك لهم..!!؟
هل ستترك محتوى يُعتَز به أم ندَمٌ يُرثى له..!!
هل سيفتخرون بمنشوراتك أم سيخجلون منها ..!!؟
3ـ التأثير السلبى لا ينتهى ..
*منشور يسخر من أحد، شائعة ساعدت فى نشرها، صورة غير لائقة.. كلها قد تُسيىء إلى غيرك وتظل تُسبب الأذى، وتُسجل فى صحيفة سيئاتك.
كيف تُنظف بروفايلك ..!!؟
1- أحذف ما لا فائدة منه ..
تصفح منشوراتك القديمة وإحذف كل ما لا ينفع، أو قد يضُر .
2- استبدل السيئ بالنافع
أنشر آية، حديثًا، معلومة صحيحة، أو كلمة طيبة.. فكم من شخص قد يهديه الله بسبب منشور لك!
3- توقف قبل النشر وإسأل نفسك
* هل هذا يرضى الله؟
* هل سيُفيد الآخرين؟
* هل أريد أن يُحاسبنى الله عليه؟”.
وتذكَّر جيدًا ..
* الدنيا زائلة، والآخرة باقية
* وما ننشره اليوم قد يكون رصيدنا غدًا.. فليكن خيرًا.
*.لا تقل: “هذا حسابى وأنا حر فيه، فأنت مسؤول أمام الله عز وجل عن كل ضَرر سببته بكلمة أو صورة.
إبدأ الآن.. نظِّف بروفايلك، وأنشر ما يُبقِى ذكراك حسنة. فكما تزرع، ستُحصَد.
{ وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ}
صدق الله العظيم