شهدت زيارة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لموسكو نشاطًا مكثفًا، حيث استهلَّ جولته بلقاء الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس شورى المفتين في روسيا الاتحادية، وتطرق اللقاء إلى تعزيز التعاون بين المجلس ودار الإفتاء المصرية، وأهميته كرابطة تجمع علماء وشيوخ الدين المسلمين وتسهر على رعاية مصالحهم ومصالح الجاليات المسلمة في روسيا، كما تعمل على تنظيم مساجد روسيا من حيث تعيين الأئمة وتكوينهم بإشراف من الرئاسة الروسية.
وأبدى مفتي الجمهورية خلال لقائه برئيس مجلس شورى المفتين في روسيا استعداد الإفتاء المصرية لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لمسلمي روسيا، خاصة في مجال تأهيل وتدريب المفتين في روسيا، مشيرًا إلى متانة الروابط التي تجمع مصر وروسيا على مدار العصور.
كما تطرق الحديث إلى مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بالدار، ودوره كأداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، والتأكيد على أهمية المرصد الذي أنشئ عام 2014 في متابعة مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتقديمه الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد للظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة.
وفى سياق متصل شهدت جولة مفتي الجمهورية، زيارة المسجد الكبير في موسكو، وهو أكبر مسجد في أوروبا، إذ يتسع لـ ٣٥٠٠٠ ألف مصلٍّ في وقت واحد ويجمع المصلين في مشهد مهيب خلال صلاة الجمعة، كما أنه أحد خمسة مساجد فقط تخدم مليوني مسلم في العاصمة الروسية، ويمتد تاريخه لأكثر من قرن من الزمان، وتضم بنايته ستة طوابق، وتقدم فيه خطبة الجمعة بثلاث لغات أولها العربية.
وشمل نشاط مفتي الجمهورية كذلك في مستهل جولته زيارة المركز الثقافي الإسلامي في وسط العاصمة موسكو، وهو مركز ذو أهمية كبيرة للمسلمين هناك حيث يقدم المركز أنشطة متنوعة، مثل الدروس الصباحية والمسائية عن الإسلام، كما يقوم بتعليم اللغة العربية، ويعتمد الذبح الحلال، كذلك يعد مكتبة مركزية، ولجنة للزكاة، ومدرسة للأطفال، ويهتم بإقامة المعارض الثقافية عن الإسلام في روسيا، ويهدف المركز إلى تعزيز القيم الإسلامية، وروابط الأخوة والصداقة بين الشعوب، فضلًا عن أنه يمثل رمزًا للتسامح الديني الذي يتمتع به مسلمو “روسيا”، كما يعد منصة جيدة للتنشئة الاجتماعية، وبث الثقافة الإسلامية بين أبناء المسلمين في “روسيا”، وبث وتعليم حسن الجوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان.