كتب: محمد سمير
يعد الحجر الأسود هو حجر موضع إجلال وتقدير عند المسلمين، ويروي ابن عباس رضي الله عنه حديث عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال:” نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من اللبن، فسودته خطايا بني آدم”، وسنتحدث في مقالنا اليوم عن قصة أصل الحجر الأسود، وأسباب نزوله، وفضله وحكم تقبيله.
أصل الحجر الأسود
موقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي من الكعبة، وهو مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل ونزل الحجر الأسود من الجنة، بالتزامن مع بناء كلًا من سيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل رضي الله عنهما الكعبة وكان أشد بياضًا من اللبن، كما ذكر عن النبي عليه أفضل صلاة وسلام.
وصف الحجر الأسود
يتكون الحجر الأسود من مجموعة أجزاء تم ربطها معًا بإطار من الفضة، وتم تثبيت هذه الأجزاء في هذا الإطار من خلال مجموعة من المسامير، ويعتبر حجم الحجر الأسود حوالي 20 سم، بعرض 16 سم ولكن يعد حجمه الأصلي غير معروف بسبب اختلاف أبعاده على مدار الزمن.
تاريخ سرقة الحجر الأسود
كان للحجر الأسود مكانة كبيرة عند قدماء العرب، ومحط أنظار القبائل، وكانوا يتنافسوا على شرف خدمة الكعبة، ويتسابقوا حول القبيلة التي سيكون من نصيبها الاحتفاظ بالحجر لديهم، وكان الحجر في عهدة قبيلة قريش، وعليه ومن الغيرة وضعت قبيلة إياد من أجل حرمان قريش من هذا الشرف خطة محكمة.
وكانت الخطة عبارة عن سرقة الحجر ليلًا، وخرجوا به من مكة، وهم يحملونه على ظهر ناقة، ولكن وكما تقول المصادر المتناقلة عن القبائل العربية، بأن الناقة بركت ورفضت التحرك عند حدود مكة مما دفع قبيلة إياد إلى دفن الحجر.
وفي أثناء عملية السرقة رأتهم امرأة من قبيلة خزاعة، وعليه بدأت في مساومة قبيلة قريش، بأنه مقابل أن تخبرهم بمكان الحجر، أن تكون ولاية الكعبة والحجر الأسود لديهم، وظل الحال كذلك حتى أعاد قصي بن كلاب، وهو جد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الحجر إلى كنف قريش من جديد.
أهمية الحجر الأسود
للحجر الأسود أهمية كبيرة عند المسلمين، ومنذ نزوله إلى الأرض وله مكانة خاصة عند القبائل العربية القديمة، وله العديد من الفضائل ومنها:
- كما ذكرنا في حديث النبي الشريف عليه الصلاة والسلام، أن الحجر الأسود قطعة من الجنة، مما جعله من أهم الأحجار على وجه الأرض.
- يشرع لمسه مع بداية كل شوط من أشواط الطواف.
- روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال:” إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يُحطان الخطايا حطًا”، وعليه فإن فضل لمسه عظيم.
حكم تقبيل الحجر الأسود
يتعجب العديد من المسلمين قليلي العلم من مسألة تقبيل الحجر الأسود، مما جعل الكثيرين يتسائلون عن حكم تقبيل الحجر الأسود، وعليك أن تعلم بأن تقبيله يعد إحدى السنن النبوية الشريفة، فهو أمر مستحب ومشروع وسنة عن نبينا، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء، وروي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال مخاطبًا الحجر الأسود:” والله! لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك، ما قبلتك”.
أصل مكان الحجر الأسود
نقلت لنا أخبار العرب الأوائل أن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الكعبة قد شهدت تصدعات مما جعل قبائل قريش التفكير في ترميم الكعبة، وقرروا في النهاية إعادة بنائها، وبعدما انتهوا من البناء ظل أمرًا أخيرًا كأد أن يتنازعوا فيما بينهم بسببه، وهو مكان الحجر الأسود، حتى قال رجٌل منهم لنُحكِّم أول رجل يخرج علينا.
وكان أول الرجال هو نبي الله محمد صلوات الله وسلامه عليه، فاستشاروه في أمرهم، فأمرهم بأن يرفعوا الحجر الأسود بقطعة من القماش، وأن يمسك كل زعيم من زعماء قبائل قريش بجزءًا منها، وأن يسيروا حتى وصلوا إلى مكان الحجر الأسود حاليًا، فوضع رسول الله يده الشريفة لإيقافهم، وأمرًا منه بأنه المكان المنشود، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم شرف تحديد مكان الحجر الأسود.