أحمد مصطفى:
أقيمت اليوم في رحاب الجامع الأزهر ندوة بعنوان “اليقين وأثره في تحقيق الأمن النفسي والمجتمعي”، بحضور أ.د حمدي الهدهد، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالعاشر من رمضان، وأ.د أشرف شعبان، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بجامعة الأزهر ، وأدار الندوة الدكتور حسن يحي، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
في بداية اللقاء، قال الدكتور حسن يحي، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إننا عندما نتحدث عن القيم الإنسانية باعتبارها حصن الأوطان ونبض الاستقرار، فإننا نقصد بذلك أن نحيي في أنفسنا وأرواحنا هذه القيم، وحين نتحدث عن القيم الإسلامية فنحن نتحدث عن الكليات الحاكمة على تصرفاتنا وميولنا ورغباتنا، والتي ينتج عنها إما سلوك محمود نتبعه، أو سلوك مذموم نتخلى عنه، موضحا أن القرآن الكريم حدثنا عن أمم سابقة تنكرت لقيمها الدينية ورفضت معطيات الإسلام ورسالة أنبيائها، فأصبحت مثلا يضرب لكل من تنكر للقيم أو تجاوز الحدود مع الله تعالى، وأصبحت حضارة هذه الأمم أثر بعد عين، لكن حين جاء الإسلام طرح رؤية جديدة للحياة تنطلق من داخل الإنسان وروحه وتصل إلى ما حوله، وهذه الرؤية أساسها هو اليقين بالله عز وجل.
وأوضح أ.د أشرف شعبان، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بجامعة الأزهر، أن اليقين يأتي على ثلاثة مراتب “علم اليقين” و”عين اليقين” و”حق اليقين”، فلو سمعت خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا “علم اليقين”، وإذا ما أيقنت تماما كأنك تراه فهذا “عين اليقين”، وإذا ما لمسته أو ذقت حلاوته فهذا “حق اليقين”، مبينا أن الإنسان حتى يصل إلى اليقين ينبغي عليه أن يأخذ بالأسباب، وأن يكون كثير الذكر والتسبيح والحمد والعبادة متدبرا لآيات الله تبارك وتعالى، حيث أن التفكر والتدبر والتأمل في هذا الكوكب العظيم، وما أوجد الله فيه من مخلوقات توصل العقل الصريح والقلب السليم إلى اليقين الجازم بربوبية وألوهية الخالق العظيم -سبحانه وتعالى-.
من جانبه، أكد الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، أن اليقين هو أعلى مراتب الإيمان، ومحله القلب، يهنأ أصحابه ببرده، وينعمون بطمأنينته، ويسعدون بحياته الطيبة، ويأملون نعيمه الخالد في الآخرة؛ موضحا أنه إذا لم يكن اليقين في قلب المسلم فإنه حتما سيعاني من من الاضطراب وعدم الاستقرار والخوف الشديد، والقلق والشك، موضحا أن الشك والحيرة مرض مميت، وداء عضال، يجر على صاحبه آثارا سيئة في حياته وبعد مماته؛ من العيش الضنك، والضيق والحرج، والقلق والاضطراب.
وتتواصل فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع (القيم الإسلامية حصن الأوطان ونبض الاستقرار) في الجامع الأزهر حتى يوم الخميس المقبل، وتتنوع فيها المحاور التي تطرح خلال الندوات واللقاءات الفكرية التي يحاضر فيها كبار علماء الأزهر الشريف؛ لترسيخ دوره في حمل لواء الدعوة، وبث الوعي الديني الرشيد، وتعزيز حضور الأزهر الفاعل في البناء الفكري والأخلاقي للمجتمع.
التعليقات مغلقة.