مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ندوة أدباء مصر : مقبرة« آمون» أذهلت العالم بآثارها الفريدة 

39

كتب – بسيوني الجمل :

أوضح أدباء وكتاب ومثقفي مصر بندوة «لقطات من موروثاتنا التاريخية والحضارية» .. أن يوم ٤ من نوفمبر يواكب الكشف الأثرى عن مقبرة توت عنخ آمون .. في القرن العشرين .. حيث نالت إعجاب العالم أجمع عندما كشف عنها لما وجد بها من آثار فريدة .. قالوا أن الملك توت عنخ آمون أطلق عليه لقب «المنقذ» فقد أعاد الاستقرار إلى العباد والبلاد .. بمساندته لعودة عبادة آمون بدلا من أتون 

 

 أشاروا أن الواحات البحرية جنة الله في الصحراء الغربية .. حيث تعد إحدى منخفضات صحراء مصر الغربية .. وتعتمد في اقتصادها على زراعة وتجفيف البلح وزراعة الزيتون وسياحة السفاري .. وعلى الرغم من بعد مسافة الواحة البحرية عن العاصمة وعن الحكومات وأماكن تمركز السكان .. إلا أنها كانت ذات دور بارز في تاريخ مصر القديمة .. وكانت مركز لاهتمام ملوك مصر على اختلاف أسرهم الحاكمة .. والدليل على ذلك وجود العديد من الآثار في مختلف أنحائها 

 

 

 

الندوة نظمتها لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر تحت رعاية المفكر الدكتور علاء عبدالهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب ، وبإشراف الكاتب والأديب عبدالله مهدي رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة.

 

 

بدأت الندوة بعزف السلام الجمهورى .. وبعد ذلك أوضح الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر .. أن لجنة «تنرمان» رئيس وزراء بريطانيا عام ١٩٠٧ م .. التى ضمت مجموعة من الخبراء في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية وغيرها من التخصصات .. وكلفهم بمهمة البحث عن أسباب انهيار الامبراطوريات .. أكد بأن دول الهيمنة والضلال في العالم وتؤمهم الولايات المتحدة الأمريكية .. تجعل من تقرير هذه اللجنة مرجعية لها حتى الآن في كل سياساتها

 

 

أوضح الكاتب والأديب عبدالله مهدى .. أن اللجنة أوصت بإجراء سريع لدرء الخطر عن الاستعمار .. بفصل الجزء الأفريقي من المنطقة العربية عن الجزء الأسيوى بها .. ولتنفيذ ذلك اقترح التقرير إقامة حاجز بشرى قوى وغريب فى منطقة المفصل البرى الذى يفصل أسيا عن إفريقيا .. بحيث يشكل في هذه المنطقة حاجز بشرى صديق للاستعمار وعدو لسكان المنطقة العربية 

 

 

أكد أن إسرائيل على مشارف الزوال بفضل التضحيات الكبيرة للشعب الفلسطينى .. وعشوائية الصهاينة في سفك دم الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن والمواطنين العزل بدم بارد .. ومساندة استعمار الأمس للصهاينة أعداء الإنسانية 

 

أوصي الكاتب والأديب عبدالله مهدي الشعوب الحرة وحكوماتها بمساندة الحق الفلسطينى .. وقطع أى شكل من أشكال العلاقات مع الكيان الشيطانى الصهيونى إسرائيل .. ومقاطعة كل منتجات الدول الضالة التى تسانده .. قال : نكن متمسكون بالأظل الذى فطر ينابيعه أبطال المقاومة والحق الفلسطينى 

 

 

طالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادا لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الحرية والاستقلال الفلسطينى 

 

بعد أن انتهى الجميع من قراءة الفاتحة .. بدأ الكاتب والأديب عبدالله مهدى في تنفيذ برنامج ندوة لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر «لقطات من موروثاتنا التاريخية والحضارية» .. قال أن هذا اليوم ٤ نوفمبر يتوافق مع بداية الكشف عن أهم كشف أثرى في القرن العشرين «مقبرة توت عنخ آمون» .. أكد أنها مقبرة ظفرت بإعجاب العالم أجمع .. عندما كشف عنها لما وجد بها من آثار فريدة .. وأخذت تلك المقبرة من عناية أمير الشعراء أحمد شوقي وإبداعه حظا وافيا .. فنظم جماليات لما وجد فيها .. منها قصيدة بدأها بمناجات الشمس وسؤالها عما حدث في القرون الماضية .. لأنها رأت مصارع الأمم وسقوطها .. فجدير بها أن تروى الأخبار وتعرف أنساب الناس .. وفي ذلك يقول شوقي :

قفي يا أخت يوشع خبرينا 

أحاديث القرون الغابرين 

وقصى من مصارعهم علينا 

ومن دولاتهم ما تعلمينا 

فمثلك من روى الأخبار طرا 

ومن نسب القبائل أجمعينا 

 

قال الكاتب والأديب عبدالله مهدي .. أن مناجات شوقى للشمس تنسجم مع قيمتها عند المصرى القديم .. كما أنها شاهدت ملك توت عنخ آمون وملك آبائه .. فينتقل شوقي من مناجات الشمس إلى الحديث معها .. مباهيا بملوك مصر القديمة وإعجابا بأمجادهم .. فقد رآهم ملوكا جديرين بالملك .. أناروا الأرض بحضارتهم حينما كانت الدنيا غي ظلام دامس .. وكان الناس يعيشون في ضلال مبين .. أخذت روما من حضارتهم واقتبست أثينا من نور علمهم إذ يقول :

أأم المالكين بني آمون     

ليهنك أنهم نزعوا أمونا

ولدت له المٱمين الدواهى 

ولم تلدى له قط الأمينا 

فكانوا الشهب حين الأرض ليل

وحين الناس جد مضللينا 

مشت بمنارهم في الأرض روما 

ومن أنوارهم قبست أثينا 

 

ثم يأتى حديث شوقي عن قبر الملك الدفين فيخصه بالتحية .. ويرى القبر لحسنه وطيبه .. تنتشر له رائحة زكية .. ويخيل لرائيه أن حجارته لقداستها قد أقطتعت من جبل طور سيناء .. لقد كان نزيل هذا القبر يدعى ملك .. فصار اليوم يسمى كنزا .. ويؤكد شوقى في قصيدته على استمرار مهابة وجلال توت عنخ آمون .. ثم يرحب شوقي بالملك القادم ويحيي مقدمه المبارك .. ويهدى إليه السلام يوم مات ويوم كشف قبره .. ويشبه ظهوره إلى الوجود بظهور سيدنا عيسى .. عليه جلالة ووقار وأخذ اسمه يجوب أرجاء العالم .. سهوله وجباله يقول شوقي :

وخصنا بالعمار وبالتحايا 

رفات المجد من توتنخمينا 

وقبرا كاد من حسن وطيب 

يضيئ حجارة ، ويضوع طينا 

يخال لروعة التاريخ قدت 

جنادله العلا من طور سينا 

وكان نزيله بالملك يدعى 

فصار يلقب الكنز الثمينا 

وقوما هاتفين به ، ولكن 

قد يهمك ايضاً:

وزيرة الثقافة تعلن برنامج “مصر ضيف شرف” معرض…

الثلاثاء المقبل.. قصور الثقافة تحتفي بالمسيرة الإبداعية…

كما كان الأوائل يهتفونا

 فثم جلالة قرت ، ورامت 

على مر القرون الأربعينا

جلال الملك أيام وتمضى 

ولا يمضى جلال الخالدين 

وقولا للنزيل : قدوم سعد 

وحيا الله مقدمك اليمينا 

سلام يوم وارتك المنايا 

بواديها ، ويوم ظهرت فينا 

خرجت من القبور خروج عيسى 

عليك جلالة في العالمينا 

يجوب البرق باسمك كل سهل 

ويخترق البخار به الحزونا 

 

بعد ذلك قدم الكاتب والأديب عبدالله مهدى .. الفنان والصحفى بجريدة المصرى اليوم فادي فرنسيس وصاحب صفحة أسبوعية بالجريدة تهتم بالجديد في الفن التشكيلى .. وقد تحدث عن وادى الملوك ومقابره ، وتاريخ الملك توت عنخ آمون والذى أطلق عليه لقب «المنقذ» .. فقد أعاد الاستقرار إلى العباد والبلاد .. بمساندته لعودة عبادة آمون بدلا من أتون 

 

تحدث فادي فرنسبس عن فرضيات موته .. من الموت بالملاريا أو متسمما أو قتلا .. حيث أوضح فادي فرنسيس سبب عدم سرقة تلك المقبرة كغيرها من المقابر .. لكونها لم تكن مخصصة للملك توت عنخ آمون وتصميمها تحت مقبرة .. ثم عرض مجموعة من لوحاته الفنية .. التى تركز على الحقيقة فى كشف هذا الأثر الخالد .. كما تحدث عن سيرة كارتر الذى كان رئيسا لفريق الكشف الأثرى 

 

أشار الأثاري محمد حمادة رئيس ومؤسس فريق أحفاد الحضارة المصرية .. أن مقبرة توت عنخ آمون تُعد من أصغر المقابر المصرية القديمة وأفقرها .. في العناصر الفنية والزخارف .. لكنها الأغني في كنوزها وهي سببًا لتخليد اسم توت عنخ آمون في صفحات التاريخ .. حيث اكتشفت المقبرة يوم 4 نوفمبر 1922 من قبل الطفل المصري حسين عبدالرسول أحد عمال بعثة هوارد كارتر .. عندما كان يحفر عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك .. فلاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن عثر علي أول سلالم المجد

 

في 5 نوفمبر اكتشف فريق كارتر 12 درجة سلم لمدخل المقبرة ويوم 24 نوفمبر .. كشف كارتر وفريقه المدخل بالكامل ووجدوا عليها ألقاب توت عنخ آمون

 

أضاف محمد حمادة أن المقبرة تضم 5400 قطعة أثرية معظمها من الذهب .. لكن هوارد كارتر المكتشف اللص لم يسلم أبدًا من سرقة المقبرة فحاول سرقتها وأهدي 19 قطعة إلى متحف الميتروبوليتان .. وإستعادهم الدكتور زاهي حواس عام 2009 كما أهدي لجاردنر مترجم الهيروغليفية تمائم .. كما أكد أحد العاملين لدى كارتر بأنه فتح بمفرده حجرة دفن المقبرة فى السر .. ثم أعاد غلق المقبرة وبالطبع بعد سرقة الكثير من كنوزها .. ووجدوا في منزله تمثال لتوت عنخ آمون وأخبرهم أنه كان يحافظ عليه 

 

 

تدخل الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة .. موضحا بأن أمير الشعراء أحمد شوقي استبعد في قصيدة له أن يكون توت عنخ آمون قد تقمصت روحه بعوضة حقيرة لدغت كارنارفون وقتلته .. لأن الملك المصرى وفي لصحبه .. ولا يمكن أن يكون ذلك جزاء من كشف عن قبره .. وعرف الناس به يقول شوقى في ذلك :

هل كان توتنخ تقمص روحه 

قمص البعوض مستخس إيهابه 

أو كان يجزيك الردى عن صحبة 

وهو القديم وفاؤه لصحابه 

تلله لو أهدى لك الهرمين من 

ذهب لكان أقل ما تجزى به 

أعلمت أقوام الزمان مكانه

وحشدتهم في ساحه ورحابه

لولا بنانك في طلاسم تربه 

مازاد في شرف على أترابه 

 

أوضحت الدكتورة فاطمة عبدالرسول دكتوراه في الآثار والإرشاد السياحى ومؤسسة مهرجان التمور بالواحات البحرية .. أن الواحات البحرية جنة الله في الصحراء الغربية .. حيث تعد إحدى منخفضات صحراء مصر الغربية التي تقع جنوب غرب الجيزة .. على بعد حوالى 360 كم وتتبع محافظة الجيزة طبقا للتقسيم الجغرافي الحديث .. وعاصمتها مدينة الباويطى .. وتعتمد في اقتصادها على زراعة وتجفيف البلح وزراعة الزيتون وسياحة السفاري

 

قالت على الرغم من بعد مسافة الواحة البحرية عن العاصمة وعن الحكومات وأماكن تمركز السكان .. إلا أنها كانت ذات دور بارز في تاريخ مصر القديمة .. وكانت دائما مركز لاهتمام ملوك مصر على اختلاف أسرهم الحاكمة .. والدليل على ذلك وجود العديد من الآثار في مختلف أنحائها .. كما أعطى أباطرة الرومان ومن قبلهم اليونان إهتماماً كبيرا لمنطقة الواحة .. وقاموا بتشييد العديد من الآثار بها

 

 

أوضحت أن الله منح مدينة الواحات البحرية العديد من المقومات الأثرية والسياحية الفريدة من نوعها في وادي النيل .. ومن أهمها مقابر الأسرة السادسة والعشرين ، ومعبد الأسكندر الأكبر وهو المعبد الوحيد في وادي النيل للملك المقدوني .. ووادي المومياوات الذهبية أهم ثاني اكتشاف أثري في القرن 21 بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

 

في نهاية الندوة قدمت الشاعرة هالة فوزى قصيدة في عشق الحضارة المصرية القديمة أم الحضارات الإنسانية .. وقام الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر .. بتوزيع شهادات الشكر والتقدير على المتحدثين بالندوة.

التعليقات مغلقة.