نتنياهو : لا يوجد مكان في إيران لا يمكن للذراع الطويلة لإسرائيل أن تصل إليه وهذا ينطبق على الشرق الأوسط بأكمله
سناء مقلد :
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه لم يكن ينوي المجيء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام لأن بلاده تمر بحرب تهدد وجودها. وأضاف أنه عدل عن قراره “ليصحح ويوضح” الحقائق بعد أن سمع “الأكاذيب والافتراءات التي وجهها العديد من المتحدثين من هذا المنبر”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي “لدي رسالة إلى طغاة طهران. إذا ضربتمونا فسوف نضربكم. لا يوجد مكان في إيران لا يمكن للذراع الطويلة لإسرائيل أن تصل إليه. وهذا ينطبق على الشرق الأوسط بأكمله”.
وأوضح أن لديه رسالة أخرى إلى الجمعية العامة والعالم خارج قاعتها وهي أن إسرائيل ستنتصر. ونبه إلى أن بلاده تواجه “أعداء متوحشين يسعون إلى إبادتنا. ويجب علينا أن ندافع عن أنفسنا ضد هؤلاء القتلة المتوحشين”.
وأكد أن هؤلاء لا يسعون إلى تدمير إسرائيل فحسب “بل يسعون إلى تدمير حضارتنا المشتركة وإعادتنا جميعا إلى عصر مظلم من الطغيان والإرهاب”. وشدد على أن إسرائيل سترفض أي حكم لحماس في غزة بعد الحرب مشيرا إلى أن ما يسعون إليه هو غزة منزوعة السلاح وخالية من التطرف.
وأضاف : “حينها فقط. يمكننا ضمان أن تكون هذه الجولة من القتال هي الجولة الأخيرة”.
“خط فاصل بين النعمة واللعنة”
وقال رئيس وزراء إسرائيل إنه في الوقت الذي بدا اتفاق التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل أقرب من أي وقت مضى جاءت “لعنة السابع من تشرين الأول/أكتوبر”. وأضاف أن الأمر لم ينته عند هذا الحد فقد اضطرت إسرائيل للدفاع عن نفسها على ست جبهات حرب أخرى “نظمتها إيران”.
وأكد أنه في حين تدافع إسرائيل عن نفسها ضد إيران والحرب على الجبهات السبع “فإن الخط الفاصل بين النعمة واللعنة لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا”. وعرض خريطتين أمام الحاضرين وصف الأولى بأنها خريطة النعمة أما الثانية فقال إنها “خريطة اللعنة. إنها خريطة لقوس الإرهاب الذي خلقته إيران وفرضته من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف : “إذا كنتم تعتقدون أن الخريطة المظلمة ليست سوى لعنة على إسرائيل فعليكم أن تعيدوا التفكير. لأن عدوان إيران إذا لم يتم إيقافه سوف يعرض كل دولة في الشرق الأوسط والعديد من الدول في بقية العالم للخطر”.
وشدد على أنه يجب على الجميع بذل كل ما في وسعهم لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية مضيفا أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم حدوث ذلك.
“طريق الحرب”
وأفاد نتانياهو بأنه يمكن للحرب في غزة أن تنتهي مضيفا أن كل ما يجب أن يحدث هو أن تستسلم حماس وتلقي سلاحها وتطلق سراح جميع الرهائن. وأضاف : “إذا لم يفعلوا ذلك. فسوف نقاتل حتى نحقق النصر الكامل. لا يوجد بديل له”.
وأكد استعداد بلاده للعمل مع الشركاء الإقليميين وغيرهم لدعم إدارة مدنية محلية في غزة ملتزمة بالتعايش السلمي. وشدد أيضا على أنه يجب على بلاده هزيمة حزب الله في لبنان وقال إن “حزب الله هو المنظمة الإرهابية النموذجية في العالم اليوم فهو يمتلك مخالب تمتد في كل القارات”.
وقال نتانياهو إن “حزب الله حوَّل المدن النابضة بالحياة في شمال إسرائيل إلى مدن أشباح”. وأضاف : “ما دام حزب الله يختار طريق الحرب فلن يكون أمام إسرائيل أي خيار. ولإسرائيل كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم سالمين”.
“إسرائيل اتخذت خيارها”
وقال رئيس وزراء إسرائيل إن بلاده ملتزمة أيضا “بتحقيق نعمة الشرق الأوسط الجديد”. وأوضح أنه ينبغي مواصلة المسار الذي تم تمهيده عبر الاتفاقيات الإبراهيمية قبل أربع سنوات “وهذا يعني قبل كل شيء التوصل لاتفاقية سلام تاريخية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”.
وأشار إلى أن السلام بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن يشكل نعمة للأمن والاقتصاد في البلدين وأن يعزز التجارة والسياحة في مختلف أنحاء المنطقة وأن يساعد في تحويل الشرق الأوسط إلى قوة عالمية هائلة.
وقال : “إسرائيل اتخذت خيارها. نحن نسعى إلى المضي قدما نحو عصر مشرق من الرخاء والسلام. كما اتخذت إيران ووكلاؤها خيارهم أيضا. إنهم يريدون العودة إلى عصر مظلم من الإرهاب والحرب”.
“مستنقع من المرارة”
ووصف نتانياهو الأمم المتحدة بأنها “بيت الظلام” الذي أصبح موطنا للفلسطينيين مضيفا “أنهم يعرفون أنه في هذا المستنقع من المرارة المعادية للسامية هناك أغلبية تلقائية على استعداد لشيطنة الدولة اليهودية”.
وأوضح أنه في العقد الماضي كانت هناك “قرارات تم تمريرها ضد إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة أكثر من القرارات التي صدرت ضد العالم بأسره مجتمعا”. وقال : “إن كل الخطب التي تسمعونها اليوم وكل العداء الموجه إلى إسرائيل هذا العام لا يتعلق بغزة. بل يتعلق بإسرائيل. لقد كان الأمر يتعلق دوما بإسرائيل وبوجود إسرائيل ذاته”.
وأشار أيضا إلى أنه “نظرا لمعاداة السامية في الأمم المتحدة فلا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يفكر في إصدار مذكرة اعتقال ضدي” مضيفا أن مجرمي الحرب الحقيقيين ليسوا في إسرائيل “بل في إيران وغزة وسوريا ولبنان واليمن”.
وتحدث عما وصفه بالارتباك الأخلاقي “عندما يتم اتهام إسرائيل زورا بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية”. وأكد أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتقليص الخسائر بين المدنيين.
التعليقات مغلقة.