مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ناني في حي المعجباني.. (نفوسه والدلع ناني) الجزء الرابع.. 

65

بقلم- ياسمين سالم:

نسمات هواء نيليه عكرت صفو نفوسة فمنذ ان تحركت بها المعدية وهى تحاول السيطرة على خصلات الجزء المنسدل الملولو من شعرها، ولسوء الحظ ان معظم من كانوا معها من الركاب هم من صغار السن مجموعة من ست صبيان وثلاثة فتيات تتراوح اعمارهم ما بين الثامنه والعشر سنوات اطلقتهم امهاتهم لتستمتع بلسعات جواً منعش يصحصح عقولهن المنهكه جراء افعال هؤلاء الصغار.

ظلت نفوسه تتابع بحرصاً شديد طيش الحركات الأكروباتيه التى حاصرتها من جميع الجهات وهى تكتم ما تحمله من غيظ.

اقترب منها صبيان وجلسا بجانبها يتهامسان وينظران لها وهم  يأخذان شهيقاً بشدة ويستنشقون ما حولها و كأن انوفهم تتتبع شيئاً ما. ومن ثم قاموا سريعا متجهين إلى بقية الزملاء وبدأ الحديث فيما بينهم، وفجأة وبدون اي مقدمات اتجهوا جميعاً  ناحية نفوسة وتعالت التوسلات ممن اكبر منهم سناً “الله يخليكي عايزين من السبوع اللى في شنطتك الله يخليكي الله يخليكي” وتشبث الأصغر عمراً في “رجل العفريته” يشدون قماشها بإلحاح ذهاباً وأياباً “أدينى كيس..أو حبة فيشار” وزعت نفوسة نظراتها عليهم بتعجب ثم صاحت “ابعد يالا ابعدى يا بت متلموا عيالكوا يا غوالي منك ليها ولا هاضطر المهم بنفسي”

ردت عليها احدى الأمهات وهي تشد بأسنانها كتله كشري من الكيس البلاسيتك التي كانت تمسكه

“متسيبهم يلعبوا معاكى خليكى مفرفشة كده وأدينا حبة أحنا كمان”

نفوسة:حبة إيه منك ليها ليها له

صبي:من السبوع اللى معاكى في الشنطة دى

أم:يوووه عليكى متفكى الكيس شويه

نفوسه:يا جدعان وربنا ما معايا حاجه

صبى:أمال ريحة الحلبه دى جايه منين اكيد كنتى في سبوع ام عرفة انا شوفتك بنفسي قاعده جنب “امها” في الميكروباص.

نفوسة:ام عرفة مين وامها مين ابعدوا عنى لحسن وعهد الله لأنط في كرشكوا” قالتها نفوسة وهى تشم ثيابها فتتذكر بقعة المفتقه والحلبه التى سقطت عليها عندما فرمل السائق سيارته فازدادت عصبيتها

أم:تعالى يا بت هنا لحسن تأكلك

تداخلت نداءات الأمهات على ابناهم “تعالى يا واد،خد بالك يا إيهاب،الحق خدلك ساتر دى متوحشة”

قاطع تلك الأحاديث سائق المعديه بصوته الأجش:هووووص كل واحده تقعد مكانها وتلم عيالها انا ساكتلكوا من الصبح وجعتوا دماغى مش عارف الاقيها منكوا ولا من “مريام فارس”

تنفست نفوسة الصعداء”شكراً ياعرب”

السائق:”شكراً إيه مهو كله من تحت رأسك اقعدى يا استاذة”

وعند نقطة الوصول نزل الجميع كقطيع البقر الوحشي قاصدين هيكل نفوسة بذاته، واخيراً خطت نفوسة البر في ثبات وعنفوان رافعة الرأس رغم كل ما حدث لها.

“الله الله الله اما كفر الشيخ دى جميلة بشكل اشربلى بقي كوباية عصير قصب واكمل”

– كوباية كبيره من فضلك واغسلها كويس

-اتفضلي يا ابلة

-هية دى الكوباية الكبيره؟؟؟ صحيح صدق اللى طلع عليكوا الأوشعات يا اهل دمياط!!!

-ما علينا بقولك يا حاج أروح منين موقف العجمي

-ايووووووووووووووى ده بعيد من هنا ياما

-انا كنت عارفه والله انى هتبهدل فيكى يا إسماعيلية

قد يهمك ايضاً:

قررت نفوسة الأعتماد على احساسها الذى كان يقودها وراء الجمع المتجه إلى يسار الشارع وهى تحدث نفسها “شكلهم كده رايحين معايا الفرح الترتر اللى وشهم بيقول كده, اما عليهم حبة جمال ولاد المنصوره دول”

ظلت نفوسة تمشي وراءهم حتى حدث ما لم يكن على بالها

“يختااااااي يختاااى  يختااي يختاااي الصندل اتقطع يختااااي أروح فين وأجي منين أنا دلوقتى يختاااي”

-كابتن الله لا يسيئك متعرفش صورمجى قريب

ينظر لها شزرا “صورمجي”!!! ايوه امشي اخر الشارع الجاي هتلاقيه على ايدك اليمين

زحفت نفوسة بالكاد ثم وقفت امام يافطه مكتوب عليها “الاسطى نجيب لتصليح الصورم والقباقيب”

-السلام عليكم يسطا انا مش من الدقهلية بس ولاد الحلال دلونى عليك ممكن تلزقلي الصندل بتاعى الله يكرمك

اشار لها الاسطى نجيب وهو ياخذ منها “الصندل” بان تجلس بعد ما ترك “القبقاب” الذي بيده مستاذنا من صاحبه “انا اسف يا معلم دوبلي هاخلص الاستاذه الاول لحسن بتقول انها مش من نواحينا.

-شكراً يسطا هيه دى اخلاق رجالة المنوفية صحيح

-واجبنا يا سنيوره بس خدى بالك ان الأبزيم وقع فهنضطر اننا نغير بتاع الفردة التانية كمان عشان يبقوا الأثنين شبه بعض

-ماشي يسطا اللى تشوفه توكل على الله

-طيب أيه رأيك في الابزيمه دى

-لالالا وردة ايه دى بلدى أوى

-طب بصي دى كده

-يسطا انا عايزه حاجة الأجه ريشة ايه اللي هاحطها في يوم زي ده

-مفضلش غير دول يا سنيورة فراشه والشكل السادة ودي

-أيواااااااااا انا عايزه دى يسطا الله ده على هيئة “بئف”

-والله دماغك متكلفه تعرفي البئف ده أنا مبحطوش الا للبشوات أصحاب الذوق العالى

فردت نفوسة قامتها مبتسمة ابتسامة العظماء وقالت حسابهم كام دول يسطا

-خليهاعلينا المره دى ط

-لا والله متجي أتفضل

غادرت نفوسة المحل وهى في قمة السعادة “فالابزيم”الجديد عدل من مزاجها منذ “طلعة الصباح”

اكملت نفوسة السير وراء مجموعة من الشباب والشابات الذين يبدو على ملابسهم ووجوههم بانهم بالفعل متجهون معها الى نفس المكان وزيادة للتاكيد اقتربت نفوسة من احداهن وسالتها “بقولك يا عسل الا انتوا رايحين فرح البت صنعه والاستاذ امبارز” فكانت الاجابه تماما كما توقعت نفوسة.

أستقل الجميع سياره نص نقل أستغلتها العقول المبتكرة وحولتها الى وسيلة نقل مربحه فعدد الكراسي الموضوعه “داير ميدور” بالاضافه للكرسين الاماميين تسيع من “الحبايب الف”

في مراسم ظهرت من بدايه الشارع. وأستقبالا حافل مع كاسات “الشربات” التى كان يوزعها “ابو العروسه”  واخواتها الرجال نزل المدعون امام المنزل مباشرةً وليس غريباً ان توصلهم النصف نقل كالتاكسي “لباب البيت” لان السائق نفسه كان من “المعازيم”.

يتبع..

التعليقات مغلقة.