“ناني” في حي المعجباني ..
بقلم – ياسمين سالم:
إلى كل قرائي وقارئاتي الأعزاء
أقدم لكم الجزء الأول من قصتي الأولي
التي حاولت أن أرصد فيها صورة من صور الواقع بفطره وسجية “ولادالبلد” فأتمنى أن تنال أعجابكم.
جرت العاده في حيينا المتواضع حى “درب المعجباني” بوكاله البلح حارة “عصفور النِّوِر” بأن الصديق في “ظهر كتف الصديق”..
تحت بلوك رقم ٣٤ نزلت أم هاشم من التوكتوك الخاص بها مرتديه بنطالها “الباجي” ذو الجيوب الكبيرة ع الجانبين لونه بيج فاتح بنفس لون أرضية التوكتوك وقميصاً أحمر متماشياً مع لون رابطة شعرها التي كانت تجمعه مفركشاً كحزمة شبت أفلّتَ منها عودين.
تنادي علي صديقتها نفوسه بصوتا عالي”نافوووساااااا آنافوسااااا” طلت الأخري من نافذه شباك المطبخ وهي تلوح بالسكينة التي كانت تمسك بها وتقطع الكبد الطازج ناحية الرقبة وتهمس بشفتيها “ناني ناني” وفي تلك اللحظة مر عم “منجاوي” القهوجي أمامها قائلا حضرتك عايزه مين “ياسطى” مفيش حد هنا إسمه نفوسه تقصدي أستاذة “ناني” نظرت أم هاشم لأعلي لتري نفوسه مجدداً وهي تشير نحو رقبتها بتهديد فأنزلت أم هاشم عينيها فوراً في ذعر لترد علي عم “منجاوي
“آه هيه ناني صح” وفي لحظات كانت الأستاذة نفوسه أقصد
” ناني” بمدخل البلوك تشد أم هاشم من ذراعيها وتجز علي أسنانها “تعالي هنا يا مزغوده مش قولتلك محدش في حتتنا يعرف أسمى الحقيقي” وبدأت في توجيه اللكمات الخفيفة لها ثم سحبت رابطة الشعر من عنقها ولفتها حول الرقبه لتقوم بشدها منها، و أثناء هذا المشهد دخل عم منجاوي المدخل ليصعد إلى منزله فراي ناني وهي تشد أم هاشم برابطه الشعر، فأبتسمت ناني برقه وقالت لصديقتها “لحد أمتي مش هتتعلمي ربط كرافتتك بقي” وبالفعل رتبت نفوسه لصديقتها الرابطة علي هيئة كرافت،
ثم ضمتها لحضنها وقالت”وحشتيني أوي يا أروي” كانت أم هاشم في حاله دوار من كثرة اللكمات وكانت عينها تتبع فقط عم منجاوي وهو ينظر لها متعجباً إلى أن أختفي بعد أخر سلمه ظاهرة.
جذبت نفوسه أم هاشم إلي أن وصلا الي داخل شقتها ثم نادت نفوسه علي والدتها “اعمللها كوبايه مايه بسكر يامه” شهقت أم نفوسه بصوت عالي”يا ضنايا يابني أيه اللي لخفن هيئتك كده” ردت نفوسه “مش وقته يامه اعملي اللي قولتلك عليه ولا اقولك اركني المايه بسكر دلوقتي مفيش غير ساندوتش الكبده الاسكندراني اللي هيحلها” كومت نفوسه أم هاشم علي الكنبه البلدي المغطاه” بتلبسيه” منقوش عليها ورود بنفسجيه مع اللون الأصفر” الفاقع” وبأطارها ركامه” مكرنشه دايرن داير” من اللون الأخضر،
شمرت نفوسه عن ساعديها وبدأت تقطع الكبد مع باقي مشتملات الطبخة من” حلقات البصل والفلفل الحار وثمرتان من الطماطم”
أنتهت نفوسه من إعداد الطعام
ثم وضعت المائده أمام الكنبة التي كانت ترقد عليها أم هاشم ووضعت طاسة الكبده الأسكندراني بالوسط و خمسه عشر رغيفاً كل خمس أرغفة في جهة مختلفة ثم جلست ع الكنبه بجانب أم هاشم وأيقظتها “بت يأم هاشم انتي يا بت أصحي يلا الكبده هتبرد” صرخت أم هاشم بفرحة “يا حليله كبده ده أنا نفسي فيها من زمان” ونسيت تماماً ما قامت به نفوسه معها منذ أن استقبلتها، ندهت نفوسه علي والدتها “يلا يامه أنا حضرت الأكل” جلست الأم وبدأ الجميع في أفتراس ما طالته يداه،
بعدها تطوعت أم هاشم بغسل المواعين وعمل ثلاثة أكواب من الشاي” المتين” لحبس هذه الوجبة اللذيذة لحين ما تنتهي نفوسه من لم بقايا المعركة وكنس الصالة وترتيب الكنبة كما كانت، ثم أجتمع الثلاث مره آخري أمام أكواب الشاي وطبق التين الشوكي والعنب، وقالت الأم في إستحياء “إلا قولي يادي الجدع لو مفيهاش إساءة أدب يعني أنت مين!!” ردت نفوسه “جدع أيه يامه دي البت أم هاشم جارتنا في الشارع القديم” فزعت الأم وقالت “ديه ديه وايه شعرك ده يا موكوسه ولبسالي كرافيته صحيح مأنا سمعت إنك بقيتي كسيبه من بعد ما أبوكي اشترالك التوكتوك يلا يدي الحلق للي بلا ودان بس ابقي لمي شعرك ده يابت لحسن يشوش علي الرؤية وانتي بتسوقي” ضحكت الأم وإبنتها نفوسه لكن أم هاشم كانت تشتاط غيظاً من الأثنتين ثم قالت” عموما أنا كنت جايه أبلغك أن فرح “إمبارز و البت صنعو” الخميس الجاي يلا سلام تركت أم هاشم المجلس وهي تأخذ رشفه كبيرة من الشاي وعنقود عنب وتينتان أكلت واحدة منها ولفت الأخري بكيسٍ كان موجود بجيب بنطالها والقت تحيتها “اتمسوا بالخير أشوفك بالفرح بقي يا نف نف ثغرت لها الأخري فأكملت المغلوبه علي أمرها أقصد يا ناني يختي”.
إلى اللقاء مع الأجزاء القادمة،،
التعليقات مغلقة.