البطل الحقيقي هو ذلك الشخص الذي لا يسعى إلى الأضواء ولا يركض خلف التصفيق. إنه من يعيش حياته بنقاء داخلي، ينظر إليه الناس في لحظات محددة، وربما دون أن يتكلموا أو يظهروا إعجابهم، لكنهم يعلمون في أعماق قلوبهم أن أمامهم بطلاً.
هذا النوع من البطولة لا يأتي من القوة الجسدية أو الإنجازات الظاهرة فحسب، بل ينبع من القيم العالية والقدرة على مواجهة الصعوبات بصبر وتواضع. هو الذي يفعل الشيء الصحيح حتى عندما لا يكون هناك أحد ليشاهده. البطل الحقيقي لا يسعى لأن يقال عنه بطل، بل يعيش لأجل المبادئ التي يؤمن بها، والتي ترسم طريقه في الحياة.
في كثير من الأحيان، يكون الأبطال الحقيقيون مجهولين. يمكن أن يكون هذا الشخص موظفاً يعمل بإخلاص دون أن ينتظر التقديرأفعالهم تترك أثراً عميقاً في نفوس من حولهم، دون الحاجة إلى إشادة عامة أو ظهور إعلامي.
إنها البطولة التي تنبع من حب الخير للجميع، من السعي للإصلاح والتغيير الإيجابي دون انتظار الثناء. هذه هي القوة الحقيقية التي تجعل البطل يترك أثراً يدوم في القلوب قبل أن يُخلّد في السطور.
مثال هذ البطل الأمين صبرى من قوة الإدارة العامة للحماية المدنية صاحب اللقطة الأشهر أثناء تواجده على سلم هيدروليكى، لإجراء عمليات السيطرة على نيران مبنى سنترال حيث من الساعات أمام النيران وسط تصاعد أدخنة كثيفة، ولم يهاب الموت أثناء اندلاع النيران من حريق سنترال رمسيس حتى ساهم مع باقى فرق الإنقاذ من عمليات السيطرة على الحريق .
وقد ظهر الأمين صبرى على المنصة وبصحبته ظابط من أبطال الحماية المدنية ومكثوا العديد من الوقت وسط دراجات حرارة مرتفعة وأدخنة كثيفة عادة ما تتسبب فى اختناق وظلو فترات كبيرة أمام النيران وسط تحمل دراجات حرارة عالية حتى تمكنوا من محاصرة النيران بالكامل.
ويستكمل رجال الحماية المدنية عمليات تبريد حريق مبنى سنترال رمسيس وتجرى عمليات تتبع للأدخنة المنبعثة من داخل المبنى وسط تواجد قيادات أمنية للإشراف على عمليات الإخماد.
وكان حريق اندلع داخل سنترال رمسيس بوسط البلد، وعلى الفور انتقلت سيارات الإطفاء إلى مكان البلاغ، وتمت السيطرة عليه.
وفي الختام، نرفع تحية إجلال وإكبار لأولئك الأبطال الذين اختاروا أن يكونوا في الظل، بعيداً عن الأضواء، ينسجون خيوط العطاء بصمت وإخلاص. هم من يصنعون الفرق الحقيقي، وهم الأساس الذي يستند عليه البناء، والنبض الهادئ الذي يمد الحياة بمعناها. لهم منا كل الاحترام والتقدير