نانسى محسن تكتب : ــ  ضابط قنا رمز النزاهة والشجاعة في مواجهة الظلم  

في واقعة أعادت للأذهان معاني الشرف والتفاني في أداء الواجب، أثبت ضابط شرطة بمحافظة قنا أن الضمير الحي والالتزام بالعدالة هما أقوى أسلحة رجل القانون، حتى في أبسط المواقف اليومية. ما بدأ كمحاولة عادية لشراء مواد غذائية تحول إلى موقف بطولي يستحق الإشادة والتقدير.

ففي يوم 13 مارس، توجه الضابط إلى أحد المحلات التجارية بقنا لشراء احتياجاته الشخصية، دون أن يُفصح عن هويته كضابط شرطة، في دلالة واضحة على تواضعه ونزاهته. لكنه لاحظ أن القائمين على المحل يبيعون السلع بأسعار تفوق السعر الرسمي المعلن، وهو ما يمثل استغلالًا للمواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. لم يكن بإمكانه السكوت عن هذا التجاوز، فواجه صاحب المحل والعامل المسؤول، لكنهما بدلاً من التراجع، قاما بالتعدي عليه جسديًا.

ورغم ذلك، أظهر الضابط ضبطًا للنفس ومهنية عالية، حيث تمكن من التعامل مع الموقف بحكمة، مما أدى إلى ضبط المعتدين في الحال. وبعد عرضهما على النيابة العامة، قررت حبسهما على ذمة التحقيق، في خطوة تؤكد أن القانون لا يتهاون مع من يتجاوزون حدوده. لكن القصة لا تتوقف هنا، فقد حاول البعض تشويه الحقيقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مدعين أن الضابط هو من ارتكب التجاوزات، وهو ما دحضته التحقيقات الرسمية تمامًا.

وزارة الداخلية أكدت في بيانها أن الضابط كان يتصرف في إطار القانون والأخلاق، وأن ما حدث يعكس حرصه على حماية المواطن من الاستغلال، حتى في لحظات لم يكن فيها يؤدي مهامه الرسمية. هذا الموقف يبرز جانبًا مشرفًا من شخصية رجال_الشرطة الذين لا يفصلون بين واجبهم الرسمي وحياتهم اليومية، بل يحملون قيم العدالة في كل خطوة.

الواقعة لم تكن مجرد نزاع عابر، بل رسالة قوية عن أهمية النزاهة والشجاعة في مواجهة المخالفات، مهما كانت صغيرة. و ضابط قنا، بموقفه هذا، أصبح رمزًا للأمانة والإصرار على تطبيق القانون، حتى لو كان ذلك على حساب راحته الشخصية. وفي الوقت نفسه، فإن الإجراءات القانونية التي ستُتخذ ضد مروجي الشائعات تؤكد أن الحقيقة ستظل دائمًا هي المنتصرة.

في النهاية، تبقى هذه القصة شاهدة على أن هناك من يحملون زي الشرطة بكل فخر ومسؤولية، وأن قنا، بأبنائها المخلصين، تضرب مثالًا في التضحية والعزيمة. فلنحيي هذا الضابط الذي أثبت أن البطولة ليست حكرًا على ساحات المعارك الكبرى، بل قد تكون في موقف بسيط يعكس عظمة