نفى مصدر رسمي مصري وجود أي ترتيبات أمنية مع الجانب الإسرائيلي بشأن محور فلادلفيا بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية. يتزامن ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش الإسرائيلي سيتوجه إلى مدينة رفح.
والمتابع لحرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة سيجد أنها دخلت مرحلة الانفجار، فهل تدرك إسرائيل، وأمريكا، والعالم معهما، كارثة ضرب المدنيين الأبرياء، والعزل خلال الاقتحام المنتظر لمدينة رفح الفلسطينية؟..
إن تهديد الملايين بالموت أصبح ماثلا فى الأذهان، بل خطيرا للغاية، بل إن تهديد إسرائيل بضربها رفح بداية الانهيار للإقليم المكدس بملايين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب، والعدوان فى شمال، ووسط غزة.
أعتقد أن الحرب التى يريد الاحتلال الإسرائيلى شنها على المدنيين العزل فى رفح سيكون من تداعياتها ضرب السلام الاستراتيجي، الذى قام منذ أكثر من ٤٠ عاما بين مصر وإسرائيل، فى مقتل، فضرب الأبرياء فى رفح معناه أن إسرائيل وقعت فى فخ الميليشيات، والمخططات التى تريد تفجير كامل منطقة الشرق الأوسط لمصلحة قوى إقليمية لا يهمها إلا ضرب مشروع أنور السادات الذى قام على أن التفاوض هو حل ناجع للصراع العربي- الإسرائيلي، هذا المشروع القديم الذى أوصل البلدين إلى إقامة علاقات سلام، وتبادل سفراء كان مصحوبا بورقة فلسطينية (أرجو من كل القادة فى أمريكا وإسرائيل أن يعودوا إليها الآن)، فقد كان السادات واضحا أنه لا يمكن استقرار المنطقة إلا باسترداد
الفلسطينيين سيادتهم، وحقهم فى قيام دولة فلسطينية، ولم يكن الحل بين مصر وإسرائيل ثنائيا، بل كان إقليميا، حيث امتد بعد ذلك بين الأردن وإسرائيل، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين فى أوسلو.. وغيرها.
يجب أن تتوقف إسرائيل عن التلويح باستخدام القوة فى رفح أيا كانت تقديراتها لذلك، وأن تستسلم للمفاوضات بين الأطراف المختلفة، وإلا فإن التسليم بتفجير المنطقة، وإنهاء السلام الإستراتيجى أصبح يدق الأبواب على الجميع، وهذا الخطر يجب أن تنتبه إليه أمريكا قبل إسرائيل إذا كان نيتانياهو غير قادر على تجاوز حالة ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ويتجه إلى تسليم كامل مقادير المنطقة إلى الميليشيات، والمتطرفين، والإرهابيين، وهنا سيكون هو الخاسر الأكبر لأنه يفقد السلام الإستراتيجى الذى بناه الإسرائيليون الكبار، وانزلق هو والصغار وراء صراعات وهمية، وضرب المدنيين، والأطفال، وتأجيج الكراهية الإقليمية، ويحسبون ذلك (وهم مخطئون) انتصارا بل هو الهزيمة الإستراتيجية.
التعليقات مغلقة.