مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“ناسا” تكشف أدلة جديدة قد تدعم وجود حياة على كوكب المريخ

 

لم يعد السؤال حول إمكانية وجود حياة سابقة على المريخ مجرد خيال علمي، بل أصبح موضوعا علميا تتكشف فصوله يوما بعد يوم مع استمرار مهمة المركبة الجوالة “بيرسيفيرانس”.

وأعلن فريق بيرسيفيرانس عن اكتشافه بصمات حيوية محتملة في قطع من صخرة مريخية تسمى “شلالات تشيافا”، والتي درسها المسبار لأول مرة العام الماضي. تشمل هذه البصمات الكيميائية المثيرة للاهتمام معادن الفيفيانيت والجريجيت المحتوية على الحديد، والتي رصدتها بيرسيفيرانس في الرواسب الغنية بالطين في قاع بحيرة جافة منذ زمن طويل.

وأعلنت وكالة “ناسا”، أن المركبة الجوالة “بيرسيفيرانس”، عثرت على أدلة تشير إلى إمكانية وجود حياة سابقة على المريخ، حيث كتشفت صخورا طينية تسمى “شلالات تشيافا”، داخل فوهة “جيزيرو” مزينة ببقع لافتة تشبه بذور الخشخاش أو جلد النمر .

و أثار الاكتشاف اهتمام العلماء ودفعهم لطرح فرضيات جديدة حول الماضي الغامض للكوكب الأحمر.. فهذه البقع ليست مجرد أنماط بصرية جميلة، بل تحتوي على معادن نادرة مثل “فيفيانايت” و”جريجايت”، التي تعرف على الأرض بارتباطها بالكائنات الحية القديمة.. وفقا لموقع SPACE.

قد يهمك ايضاً:

مؤسسة الإمارات تفوز بجائزة “أفضل اتصال مبتكر لتمكين…

الصحة الفلسطينية :وصول 38 شهيدا و200 مصابا جراء العدوان…

ويرتبط ظهور معادن مثل “الفيفيانايت” بوجود بيئات غنية بالمياه وقليلة الأكسجين، وهي ظروف مثالية لنمو البكتيريا.. أما “جريجايت” فهو نوع من كبريتيد الحديد الذي يمكن أن يتشكل من خلال نشاط بيولوجي.

يشار الى ان فوهة جيزيرو على الكوكب الأحمر، والتي اختارتها “ناسا” كنقطة هبوط لمركبتها عام 2021، كانت قبل نحو 3.5 مليار سنة بحيرة واسعة تغذيها الأنهار، وتشكل هذه البيئة المائية القديمة موقعا مثاليا لتراكم الطين والرواسب، ما يجعلها أفضل مكان للبحث عن آثار للحياة.

وقد أظهرت الدراسات الأولية أن الصخور الطينية التي رصدتها “بيرسيفيرانس” لم تتعرض لحرارة عالية أو ضغط شديد يغير طبيعتها، ما يعني أنها ربما حافظت على مكوناتها الأصلية، بما فيها بصمات كيميائية قديمة يمكن أن تحمل أدلة على وجود ميكروبات.

ورغم هذه الاحتمالات المثيرة، يؤكد الخبراء أن النتائج الحالية لا تعني إعلانا رسميا عن اكتشاف حياة على المريخ.. فالمعادن نفسها قد تتشكل بطرق غير حيوية عبر تفاعلات جيولوجية طبيعية.

وأوضحوا أن حسم هذه القضية لن يتحقق إلا بعد إعادة العينات إلى الأرض، وهو ما تخطط له “ناسا” بالتعاون مع “وكالة الفضاء الأوروبية” في مهمة معقدة لجلب الصخور إلى المختبرات بحلول ثلاثينيات هذا القرن.

وإذا تبين بالفعل أن هذه المعادن نشأت من نشاط ميكروبي، فسيكون ذلك أول دليل مباشر على أن الحياة لم تكن حكرا على الأرض.. وسيعيد ذلك صياغة تصورنا عن الكون، إذ سيثبت أن الحياة يمكن أن تنشأ في أكثر من بيئة داخل مجموعتنا الشمسية، وربما في أماكن أخرى أبعد.