بقلم – الشاعر محمود مفلح:
سَنَوَاتٌ وَكُلُّ شَيءٍ أَلِيفُ
مَابِكُمْ لَهْفَةٌ وَلَا مَلْهُوفُ !
سَنَوَاتٌ وَتَسْتَدِيرُ اللَّيَالِي
فَإِذَا سَيِّدُ اللُّصُوصِ شَرِيْفُ !
لاصَلاةٌ تُقَامُ فِي مَسْجِدِ الحَيِّ
وَلَا فِيهِ تَسْتَقِيمُ الصُّفُوفُ !
سَوْفَ يَذْوي وَرْدُ الحَنِينِ لَدَيْكُمْ
وَمَعَ الوُرْدِ سَوفَ تَذْوَي الحُرُوفُ
سَوْفَ تَنْسُونَ أَنَّنَا قَد قُصِفْنَا
ذَاتَ غَدرٍ وَعُمْرُنَا مَقصُوفُ !
لَنْ تَرَوا حَالَ مَنْ تَرَكْتُمْ جِيَاعَا
سَوفَ يُعْمِيكُمُ الضَّبَابُ الكَثِيفُ
لَنْ تَرُوا طِفْلَةً تُضَمِّدُ طِفْلَاً
أوْ كَفِيْفَاً يَذُودُ عَنْهُ كَفِيفُ
وَجِدَارَاً يَشُدُّ أَزْرَ جِدَارٍ
وَسُقُوْفَاً تَبكِي عَلَيْهَا سُقُوفُ
سَوْفَ تَنْسُونَ فِي البِلَادِ سُفُوحَاً
وَكُرُومَاً تُضِيءُ فِيهَا القُطُوفُ
وَرِجَالَاً مِثْلَ الصُّخُورِ وَأَقسَى
تَتَحَدَّى وَظَهرُهَا مَكْشُوفُ
لَاتَقُولُوا حَيَاتُنَا فِي رَخَاءٍ
فِي المَنَافِي فَذَاكَ قَوْلٌ سَخِيفُ
كُلُّ أَشْجَارِكُمْ غَدَاً تَتَعَرَّى
عِنْدَمَا يَضْربُ الحَيَاةَ الخَرِيْفُ
وَإذَا مَاقَسَا الزَّمَانُ عَلَينَا
فَلَدَيْنَا هَذا الجَمَالُ الوَرِيْفُ