كتب – رمضان العوامى
اعتبر التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة السعودية أن ميناء الحديدة، المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلد الفقير، تحول إلى “نقطة انطلاق” لعمليات المتمردين الحوثيين.
وجاء تحذير التحالف بعدما هدد المتمردون الشيعة الذي يسيطرون على الميناء باستهداف الملاحة في البحر الأحمر ما لم يتم رفع الحصار الذي يفرضه التحالف العربي على منافذ البلد الغارق في نزاع مسلح.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد ركن طيار تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض، الأربعاء إن “جماعة الحوثي الإرهابية تدرب منسوبيها على مهاجمة السفن ومدمرات وحاملة الطائرات، وعلى استهداف حركة الملاحة البحرية”.
وأضاف أن ميناء الحديدة “بات منطلقاً للأعمال الإرهابية التي تهدد حركة الملاحة”، مجددا مطالبة التحالف للأمم المتحدة باستلام ميناء الحديدة والإشراف عليه بعد إخراج المتمردين منه.
وأحبط التحالف، الأربعاء هجوما لمقاتلي جماعة الحوثي على ناقلة نفط سعودية في مطلع الأسبوع قرب ميناء الحُديدة المُطل على البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن التحالف دمّر قاربا يحمل متفجرات أثناء توجهه صوب الناقلة السبت.
وقال “أثناء عبور ناقلة نفط سعودية لخط الملاحة البحري، وبحماية مرافقة من إحدى سفن التحالف البحرية، تعرضت ناقلة النفط لتهديد وهجوم وشيك من الجماعة الحوثية التابعة لإيران”.
وأضاف “فيما يخص الهجوم، كانت عبارة عن ثلاثة قوارب في تشكيل معين وفي مناورة عدائية وهجومية”.
وتابع “قامت قوات التحالف البحرية بالتعامل مع القوارب الثلاثة. تعطيل وإيقاف حركة القارب المفخخ ومن ثم تفجيره من خلال الرماية المباشرة”.
وقال “تمت العملية قبالة… ميناء الحُديدة. ما في شك إن ميناء الحُديدة أصبح الآن كنقطة انطلاق للعمليات الإرهابية وتهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين الذين تتهمهم الرياض والحكومة المعترف بها دوليا بتلقي الدعم من إيران، في سبتمبر 2014.
وشهد النزاع في اليمن تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية وتحالفهم مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتمكنهم من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وشهد النزاع اليمني تصعيدا إضافيا في الرابع من ديسمبر عندما قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بأيدي الحوثيين بعد أيام من انهيار التحالف معهم ما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما أطلقت القوات الحكومية اثر ذلك حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر غربا.
وتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين.
وتحاول القوات الحكومية منذ سيطرتها على الخوخة التقدم نحو الحديدة على بعد نحو 100 كلم.
والاثنين قال صالح الصماد رئيس “المجلس السياسي”، أعلى سلطة سياسية لدى المتمردين، أنه “في حال استمرار العدوان في تصعيده باتجاه الحديدة سيتم الدخول في خيارات استراتيجية… منها خيارات قطع البحر الأحمر والملاحة الدولية”.
وينشر التحالف العربي سفنا حربية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية. وبعد اطلاق الحوثيين صاروخا بالستيا في الرابع من نوفمبر تم اعتراضه فوق مطار الرياض، شدد التحالف لثلاثة أسابيع على إغلاق كل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية.