كتب _ عاطف سالم
بإعلان فوز جايير بولسينار _ اليمني _ برئاسة البرازيل ، والذي سيتولي منصبة في أول يناير القادم ٢٠١٩ ، حدثت نقلة نوعية بين البرازيل مع إسرائيل ، حيث عبر الرئيس الجديد أثناء حملتة الإنتخابية وبعد فوزة عن تأييدة لإسرائيل ، أكد استعداده لنقل السفارة البرازيلية إلي القدس ، مشيراً إلى أن الحق في تحديد مكان العاصمة الإسرائلية هو الشعب الإسرائلي فقط .. وفي أول لقاء صحفي له مع جريدة إسرائيلية ( صحيفة إسرائيل اليوم ) أكد مجددا علي تعزيز التعاون بين البرازيل و إسرائيل ،
ونوه إلي أن البرازيل ستصوت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة ، علي عكس الحكومات البرازيلية السابقة ، وأشار إلي أنه سبق زيارة إسرائيل عام ٢٠١٦ ويتعزم زيارتها مجدداً ، كما أستقبل سفير إسرائيل في البرازيل مرتين في خلال أسبوع واحد قبيل إعلان فوزة بالإنتخابات . ومن جانب آخر أعلن طاقم الرئيس الجديد أنه سيقوم بزيارة لإسرائيل بعد توليه منصبه وعقب زيارتين لكل من تشيلي و الولايات المتحدة كما أعلنت الخارجية الإسرائيلية تلقيها دعوة لزيارة نتنياهو إلي البرازيل .
ظلت البرازيل لسنوات تتخذ مواقف محايدة في شأن العلاقات مع إسرائيل علي المستوي السياسي ، وأستمر اليسار البرازيلي في رفض التعاون مع إسرائيل وتطوير العلاقات معها ، ومعارضة الإستيطان ، بل وإنتقاد نقل السفارة الأمريكية إلي القدس . _ تصاعدت أزمة بين البلدين في سبتمبر ٢٠١٥ أثر ترشيح إسرائيل سفيرا جديدا لها هو ” داني ديان ” حيث بدأ حرك شعبي وسياسي وعلي مستوي النقابات والمجتمع المدني في البرازيل فور صدور النبأ بمعارضة واضحة ورفض لتعيين هذا السفير الذي كان يترأس مجلس ” ييشع ” وهو مجلس المستوطنات في الضفة الغربية خلال الفترة من ٢٠٠٧ إلي ٢٠١٣ وتبنت رئيسة البرازيل آنذاك ” ديلما روسيف ” نفس الموقف
حيث أعلنت رفضها تعين ” داني ديان ” سفيراً لإسرائيل ببلادها ، وأكدت أن قبول هذا التعيين سيتم تفسيرة علي أنة قبول البرازيل للإستيطان في المناطق المحتلة عام ١٩٦٧. رغم أن ” داني ديان ” مواليد الأرجنتين عام ١٩٥٥ ، وقد هاجر إلي إسرائيل عام ١٩٧١ وإنضم للجيش وأستمر به حتي رتبة رائد ، ثم إنخرط سياسياً في مشروع الإستيطان حتي تم تعينة رئيساً للمشروع لمدة ٦ سنوات . _ تمثلت المشكلة آنذاك أمام نتنياهو في أن الرضوخ لمطلب البرازيل يعني الإنصياع لسياسة مقاطعة المستوطنات ، وان الإصرار علي فرض السفير علي البرازيل سيخلق أزمة معها ، وهي الدولة الأكبر في أمريكا الجنوبية ..
فقرر الإبقاء علي هذا الترشيح لفترة رغم الرفض ، إلا ان نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي ذكرت أنه سيتم تخفيض التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في البرازيل حال إستمرار رفض الأخيرة تعيين ” داني ديان ” سفيراً بها . _ تهيأت الأجواء مرة آخري بعد عزل رئيسة البرازيل السابقة ” ديلما روسيف ” من منصبها ، وإبعادها عن الحياة السياسية فرشحت إسرائيل سفيراً آخر لها وهو ” يوسي شيلي _ المقرب من نتنياهو وقبلت البرازيل أوراق أعتمادة عام ٢٠١٧ . _وصف نتنياهو قرار رئيس البرازيل الجديد اعتزامه نقل السفارة إلي القدس بأنه ” قرار تاريخي ” وسرعان ما هنأه _ تليفونيا _علي فوزه بالمنصب مؤكداً له تطلعه لتوطيد العلاقات بين البلدين ، وموجهاً له الدعوة لزيارة إسرائيل ، وأنه سيشارك في حفل تنصيبة ( سبق أن قام شيمون بيريز زيارة البرازيل عام ٢٠٠٩ ، وزيارة رئيس البرازيل السابق ” لولا دي سيلفا إسرائيل عام ٢٠١٠ ) كما إتصل أيضاً رئيس الكنيسة الإسرائيلي بالرئيس البرازيلي الجديد ليهنأه علي الفوز ، ويؤكد سابق لقائهما أثناء زيارة الأخير إلي إسرائيل عام ٢٠١٦، ..هذا فضلاً عن رسائل التهنئه من المسؤولين الإسرائليين علي مختلف وسائل التواصل الإجتماعي
راهن إسرائيل علي المرشح البرازيلي الفائز جايير بولسينادو وأجرت معه اتصالات أثناء حملته الإنتخابية ، وذلك للتخلص من المواقف البرازيلية المساندة للقضية الفلسطينية ، ومعاودة تنشيط العلاقات مع أكبر دولة في المنطقة اللاتينية وفتح آفاق جديده للتعاون معها ، وتحويل المسار السياسي لصالحها . ومع هذا التطوير ، نود الإشارة إلى أن موضة نقل بعض الدول سفارتها إلي القدس ، وإعتزام دول آخري الإعلان عن أنها في سبيل أتخاذ قرار مماثل لا يهدم ركناً أساسياً في القواعد الدولية المتعارف عليها فحسب ، بل يعكس علية المصالح الفردية والدولية علي القوانين والشرعية .. ولا يقتصر الأمر علي هذا التوجة بل يمتد إلي ظهور سيناريوهات ما يطلق ” صفقة القرن ” سواء كانت أمريكية أم فرنسية لفرض حلول غير تاريخية أو عادلة علي دول المنطقة.