من ورق
بقلم – سليمان جمعة.. لبنان
من ورق
من صغري، وما زلت،
أجيد طي ورقة لتكون مركبا أو طائرة …
أو أشياء أخرى .
طويت ورقة لتكون طائرة ؛
قذفتها بالهواء…
بهذه الرمية تشكل مسرى جميلا في فضاء الغرفة .
قذفتها نحو راني،
ضحك وهو ينظر اليها وهي تسقط أمامه بعد رحلتها فو ق رأسه…
إلتقطها وأعادها الي ..
_مش حقيقية ،
بدي ياها تطير ع البلاد اللي كنت انت وستي تحكو عنها…
طايرتك هيدي …. ورقية…
“لا أريدها”…
وتكلم بالفصحى
ووقف ينتظر ردة فعلي ..
_معك حق، يا جدي،
أشعر بالندم الكبير ،
لأنني لم أسافر يوم عزمت على الهجرة
تعرقل سفرنا مرتين…
فبقينا هنا ،
انا وجدتك وعمتك وأبيك .
وكبرنا…
وأتيت أنت …وجاد.
لم يتكلم …
أصغى …
ينظر في وجهي:
– وهلق صرت ختيار
والعالم كلو متلنا خايف من كورونا..ليش السفر
.. متل بعضها هون وبأي مطرح ..
سكتُّ لصمتي،
وغص صوتي؛
خفت أن أسعل فيعتقد أن كورونا دخلت الى صدري …
فتكلمت عيناي بدمعتين ..رغمًا عني.
حملت طائرتي،
فككتها ، وكتبت عليها
كلمتين:
لو كنت حقيقية!