مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

من هو حافظ سلامة شيخ المقاومة في السويس | الشيخ حافظ سلامه ويكيبيديا

استمر كفاح الشيخ حافظ سلامة، لعشرات السنين في خدمة وطنه ومبادئه، في الوقت الذي ظل فيه “رمزا معبرا عن دور الشعب مع الجيش في الصمود والتصدي والنصر”.

وتوفي الشيخ حافظ سلامة يوم الاثنين 14 رمضان 1442 هجريًّا، الموافق 26 أبريل 2021 ميلاديًّا عُقب تعرضه لوعكة صحية تعرض لها في أول أيام شهر رمضان دخل على إثرها مستشفى الدمرداش بالقاهرة حيث توفي فيها.

والشيخ حافظ سلامة من مواليد 6 ديسمبر 1925 بمدينة السويس أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر.

بدأ تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الإبتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978م، ثم أحيل إلى التقاعد.

انتسب للعمل الخيري وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين.

بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء أصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين القوتين، وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال الإنجليزي آنذاك، مما أدى إلى هجرة أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة والذي رفض أن يهاجر معهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما، وكان يوفر نفقاته من إدارته لمحل الأقمشة الذي يمتلكه والده وكان يرسل الأموال لعائلته التي هاجرت إلى القاهرة ولعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين أثناء الحرب.

 

في العام 1944م قابل حافظ سلامة أحد الحجاج الفلسطينيين ، وقد طلب من الشيخ حافظ توفير حجارة الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية كما أمده الشيخ أيضا بالسلاح لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحوكم بالسجن 6 أشهر ولكن أُفرج عنه بعد 59 يوم بعد وساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في دولة مصر.

انضم الشيخ حافظ سلامة إلى جماعة شباب محمد والتي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة عام 1948م وشارك في النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، وأراد التطوع في صفوف الفدائيين والسفر إلى فلسطين لقتال العصابات الصهيونية، لكن قيادة جماعته طلبت منه حينذاك عدم السفر باعتبار أن العدو الحقيقي لا يزال رابضا في مصر.

قد يهمك ايضاً:

شكل حافظ أول فرقة فدائية في السويس، مهمتها مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية الرابضة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر، كان يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة، لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها دعمًا للفدائيين في فلسطين، وبعد هزيمة الجيوش العربية أنخرط في العمل الخيري والدعوى من خلال الجمعية.

في يناير عام 1950م ألقى القبض عليه على إثر مقال كتبه في جريدة النذير انتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزي الشرعي.

بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م وتحديدا في الستينات أصدر جمال عبد الناصر قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات تهاجم فيها العلاقات السوفيتية المصرية.

اعتُقل الشيخ حافظ سلامة بعد ذلك في إطار الاعتقالات التي نفذها النظام الناصري ضد الإخوان المسلمون وظل الشيخ حافظ سلامة في السجن حتى نهاية 1967م بعد حدوث النكسة وأُفرج عنه  في ديسمبر عام 1967م فاتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس، وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية، وهي الجمعية التي قامت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967م وحتى عام 1973م.

وعقب أن تم الإفراج عنه اتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس وأنشأ جمعية “الهداية الإسلامية” التي اضطلعت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967م وحتى عام 1973م حيث لعب الشيخ “سلامة” دوراً هاماً في عملية الشحن المعنوي لرجال القوات المسلحة بعد أن نجح في أقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد.

عارض الشيخ “حافظ سلامة” زيارة الرئيس الراحل “أنور السادات” للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979م، مما جعل الرئيس السادات يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر 1981م، وقد أفرج عنه بعد اغتيال السادات.

لا يزال الشيخ “سلامة” مستمراً في مشواره بالعمل الخيري والاجتماعي حيث شارك في تنفيذ العديد من المشروعات منها بناء المساجد مثل مسجد النور بالعباسية ومسجد الرحمن بشبرا الخيمة والعديد من المساجد في مدينة السويس التابعة لجمعية الهداية.

كما انضم إلى المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس السابق “حسني مبارك” عن الحكم في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير عام 2011م، وأصدر بياناً يناشد فيه الجيش المصري بالتدخل الفوري لإنقاذ مصر.