مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

من ميونيخ … سلطنة عُمان تدعم ركائز ومسارات الأمن الدولي

كتب – سمير عبد الشكور:

تأتي مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، في إطار دعمها المستمر للجهود الدولية لإرساء السلام والتعاون بين مختلف الأمم والشعوب، والتواصل مع الآخر، ومن واقع إيمانها بالتكامل مع دول العالم في إطار تعزيز كل ما من شأنه أن يساهم في بناء العالم الأفضل والأكثر سلاما ورفاهية، وتقوم بدور ملموس على صعيد بناء الرؤية التي من شأنها أن تصوغ مسارات أكثر رسوخا في سبيل الأمن والأمان في المنطقة بشكل خاص.

ومنذ وقت مبكر في عهد السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بدأت سلطنة عُمان بناء رؤية شاملة لربط المفاهيم الأمنية بالجوانب الاقتصادية والإنسانية، وتعزيز الإخاء بين الشعوب والأمم، فعُمان تؤمن بأن الثقافة والمعرفة والإدراك الصحيح كلها جوانب أساسية ومركزية في صياغة الأهداف العليا للمأمول على مستوى التعاون الدولي المطلوب.

كذلك فإن مدخل سلطنة عُمان إلى السياسة الدولية يجمع بين هذه المناطق والجوانب من الرؤية السياسية وتكاملها مع التعاون الدولي الاقتصادي والتجاري، بالإضافة إلى العناية بالبيئة وصونها، وقبل ذلك النظر إلى الإنسان بوصفه المرتكز الجوهري في جملة هذه العمليات، ودونه ليس من مسار أو أفق للغد المشرق.

قد يهمك ايضاً:

انطلاق “ليالي مسقط” بحزمة متنوعة من الفعاليات 23…

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 25 إلى لبنان

بالرغم من كل الظروف والعقبات التي يمر بها النظام العالمي, والتي يفترض أن تدفع إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه إضافة المزيد من التحديات والإشكاليات والمشاكل السياسية والتكاليف المادية على كل من يتبنى مثل هذا النوع من المناهج والسياسات الأخلاقية والإنسانية، فإن ما تقوم به سلطنة عمان في هذا السياق يعد نموذجاً عالميا لصناعة السلام وليس مجرد ردود أفعال أو مواقف تكتيكية أو مساهمات سياسية هامشية عابرة.

فالمتتبع لواقع السياسة الخارجية العمانية منذ العام 1970 وحتى اليوم يؤكد نجاحاتها على مختلف الأصعدة السياسية والعلاقات الدولية, خصوصا على صعيد الملفات الساخنة والمعقدة التي ساهمت السياسة الخارجية العمانية ودبلوماسيتها المعهودة بالحكمة والهدوء في حلحلتها أو ساعدت في التخفيف من التوترات السياسية والأمنية أو تقريب وجهات النظر حولها، وكذلك عبر وساطاتها الإنسانية ودورها في انقاذ المحتجزين بمناطق الصراعات والحروب.

على ضوء ذلك بادرت سلطنة عمان منذ بداية النهضة العمانية بدافع من حسن النوايا والواجب الأخلاقي الذي طالما تحدث عنه السلطان قابوس في خطاباته ولقاءاته الإعلامية والصحفية للمساهمة في التخفيف من توتر العديد من الملفات الدولية والإقليمية, خصوصا في أكثر مناطق العالم توترا وسخونة وهو الشرق الأوسط.

وتأسيساً على ذلك باتت بصمات السياسة الخارجية العمانية اليوم واضحة على خريطة السياسة الدولية في مختلف مناطق الصراع والتوتر العالمي كلاعب رئيس لنزاهته وحسن نواياه، وقدرته على التعامل مع أشد القضايا السياسية صعوبة وتعقيدا وتأزما وحساسية. وبواقعية سياسية كان لها سبق التقدم على الكثير من الدول الكبرى في تغيير الكثير من المواقف السياسية والتوجهات الدبلوماسية ولو بشكل مؤقت على أقل تقدير حيال العديد من القضايا الدولية التي كان يمكن أن تشعل منطقة الشرق الأوسط خصوصا, والعالم بوجه عام.

وفي الحاصل الأخير تكمن رغبة المشاركين في مؤتمر الأمن العالمي، في الوصول إلى أفكار جديدة عبر التنوع والاختلاف الإيجابي، بمشاركة خبراء السياسة الأمنية وصناع الأفكار الحديثة، بحيث يتم بناء وعي جديد للأمور يساهم بالفعل في تحقيق ركائز الأمن والاستقرار العالمي.

 

اترك رد