من مكة المكرمة إلى مصر الكنانة.. حوار أجراه الشيخ الدكتور مجدي عاشور
من مكة المكرمة إلى مصر الكنانة..
حوار أجراه/ الشيخ الدكتور مجدي عاشور
مصر لمكة: أنت مهبط الوحي وفيك بيت الله الحرام.
مكة لمصر: ومن جاءني من الأنبياء معظمهم دخلوا عندك .
مصر لمكة: فيكِ وفي المدينة أُنزِل القرآن الكريم .
مكة لمصر : وفيكِ قُرِئَ بأجملِ الأصوات ، وخُدِمَ في كل المجالات .
مصر لمكة : ضمن اللهُ لك الأمنَ خاصة في بيتك الحرام . (ومَن دخله كان آمنًا) .
مكة لمصر : وبشَّرَ كل داخل فيكِ بالأمن والسلام ، فقال : (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) . ولا تنسي يا مصر أنك مقام لأبناء حبيب رب العالمين . وماء زمزم خرج من بين أقدام ابن هاجر إحدى نسائك . يا مصر أنتِ منا ونحن منك ..
قالت مصر لمكة :
لقد أكرمك الله بماء زمزم ، وهو من خير المياه ؟!
فقالت مكة لمصر : أعرف هذا .. ولكن .. أليس قد وهبك الله نهرًا أصلُهُ من الجنة ؟!
وقالت مصر لمكة : ولكن عندك مقبرة هي كالروضة .. بها أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها .. وتسمى المعلاة..
فقالت مكة لمصر : يا حبيبتي .. نعم عندي مقام الجدة .. وفيك مقامات أبنائها وأحبابها .. حسينٌ .. وزينبٌ .. ونفيسة .. رضي الله عن الجميع .. يا مصر هناك جسر بيني وبينك .. الأجداد عندي والأحفاد عندك..
قالت مصر لمكة : فيك كثيرٌ من الصحابة والتابعين .. سكنوا أرضك وكنتِ لهم مقاما ..
فقالت مكة لمصر : وهل بقي فيَّ كُلُّ الصحابة ؟! بل انتشروا ، وكان لك النصيبُ الأكبرُ منهم .. ولا تَنْسي
عُقْبَة بن عامر .. وفي المنيا أهل البَهْنَسَا ..
قالت مصر لمكة : ولكن فيكِ كبار الصحابة الأوائل.
فقالت مكة لمصر : أَمَا يكفيكِ يا مصرُ أنْ سَكَن فيكِ أهلُ البيتِ الأكابر ؟!
قالت مصر لمكة : عِنْدَكِ حقٌّ يا أَصْلَ الأرضِ وأُمَّ القُرَى ..
فقالت مكة لمصر : وأنتِ بما فيك من تاريخ طويل .. ورزقٍ وفير .. ونَفْعٍ لأهل الأرضِ كبير .. أصبحتِ أُمَّ الدنيا. هل عَرَفَتِ يا مصرُ ما بَيْنَنا .. كِلَانَا أُمٌّ .. والأُمُّ دائمًا في القلوبِ حاضرة ..
قالت مصرُ لمكة : أَرَى مَن يَأتِي إليكِ يَتَجَرَّد .. ويَلْبَسُ البَياضَ مِن الثياب .. فقالت مكة لمصر : أكثرُ مَن يأتيني يا مصرُ مِنْكِ .. وبَقِيَّةُ شَعبكِ متعلقون بِي .. حقًّا إنهم أحبابي .. قالت مصر لمكة : ما أجْمَلَ الثوبَ الذي يَكسو كعبَتَكِ المُشَرَّفة .. فقالت مكة لمصر : الكُلُّ يَعْرِف أنَّ ثَوْبِها كان يأتيها مِن أرضِكِ .. فأنتِ يا مصرُ مُحِبَّةٌ لي طُولَ عُمرِكِ .. أرأيتِ يا مصرُ سِر العلاقة بينِي وبينكِ ؟!! إنَّهُ الحُبُّ ..