سعاد أحمد على
د. تريزا لبيب:
4000 نوع من النباتات النادرة: كنوز تنتظرك في حديقة مظهر
معشبة حديقة مظهر: بها 14 الف شيت منهم 6500 نباتات برية تحكي تاريخ الحياة النباتية في مصر
مركز للبحث والتعليم البيئي وخدمة المجتمع
الفنان الراحل أحمد مظهر، فارس السينما المصرية لم تقتصر إبداعاته على الشاشة الفضية. ففي فيلته المترامية الأطراف فى البراجيل بمحافظة الجيزة أنشأ مظهر واحة خضراء تعكس حبه العميق للأرض وزراعة الأشجار بمختلف انواعها وبعد رحيله، لم يندثر هذا الشغف، بل تحول بجهود مخلصة من نجله المهندس شهاب مظهر إلى حديقة نباتية تعد صرح علمى وبيىء يخدم الباحثين والزوار و تُخلّد ذكراه وتخدم العلم والمجتمع
لدينا هنا كنز حقيقي”… بهذه الكلمات بدأت الدكتورة تيريز لبيب، الخبيرة في الحدائق النباتية التراثية والمشرفة على حديقة مظهر النباتية، حديثها معنا خلال ندوة “الحدائق النباتية وصون الطبيعة” التي نظمها المرصد المصري للتقنيات البيئية داخل أسوار الحديقة بحضور لفيف من الصحفيين والإعلاميين والمتخصصين فى البيئة والتنمية المستدامة وشارك فى الندوة عاصم خليفة رئيس مجلس ادارة المرصد المصري للتقنيات البيئية و الطاهر سليم عضو مجلس النواب والدكتور احمد حجازى والخبير البيىء الدكتور مجدى علام والاعلامى طارق علام ورئيس لجنة الإعلام الصحفى خالد مبارك
وأضافت بحماس: “نحتضن اليوم أكثر من 4000 نوع من النباتات، حصلنا على بذورها من حدائق مصرية عريقة مثل الأورمان والحيوانات والزهرية، بالإضافة إلى أنواع برية وأخرى استوردنا بذورها من الخارج”.
الحديقة ليست مجرد عرض جمالي للنباتات، بل هي مركز بحثي وتعليمي حيوي. المهندس شهاب أحمد مظهر، نجل الفنان الراحل، يواصل مسيرة والده ويطور الحديقة لتواكب المعايير الدولية. “نسعى لجعل الحديقة مؤسسة مستقلة مُدارة بكفاءات متخصصة، للحفاظ على هذه المجموعات النباتية القيمة لأغراض التعليم والبحث ونشر الثقافة النباتية”
خلال جولتنا في أرجاء الحديقة، لمسنا هذا الاهتمام العلمي الدقيق. صوبات زراعية حديثة تحتضن نباتات نادرة مثل الأوركيد المستورد من تايلاند، وممرات متعرجة تأخذ الزائر في رحلة بصرية بين نباتات مصنفة بدقة وتحمل بطاقات تعريفية. لكن الكنز الأكبر يكمن في “المعشبة”، كما أوضحت الدكتورة تيريز: “لدينا هنا مكتبة نباتية تضم
14 الف شيت منهم 6500 نباتات برية نوع من النباتات المجففة والمضغوطة والمصورة، بمثابة سجل تاريخي حي يمكن للباحثين الرجوع إليه في أي وقت”.
لم يقتصر الأمر على النباتات فحسب، فالحديقة تحولت أيضًا إلى ملاذ آمن للطيور. “تستقبل الحديقة أعدادًا متنوعة من الطيور بأشكال وأحجام مختلفة، تحلق فوق الأشجار وتضيف إلى جمالها الطبيعي”، يوضح أحد العاملين بالحديقة
الدكتور أحمد كامل حجازي، أستاذ العلوم البيئية وصون التنوع البيولوجي بجامعة القاهرة، يرى في حديقة مظهر نموذجًا فريدًا للتواصل بين عالم العلوم وعامة الناس. “تقدم الحديقة جولات إرشادية وورش عمل وندوات ودورات تدريبية، كما أنها مرتبطة بالعديد من البرامج البحثية وتقدم خدمات مجانية في تصنيف النباتات للباحثين والطلاب والجمهور”.
“الحديقة النباتية ليست مجرد مكان ذي مناظر طبيعية، بل هي مؤسسة علمية تهدف إلى اكتساب المعرفة النباتية ونشرها”، يؤكد الدكتور حجازي، مستشهدًا بتعريف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN للحدائق النباتية. “وهذا ما نجده بالفعل في حديقة مظهر، حيث تتوافر النباتات لأغراض البحث العلمي وعرض التنوع النباتي وتعليم الطلاب”.
الندوة التي استضافتها الحديقة شهدت حضور نخبة من الإعلاميين المتخصصين في الشأن البيئي، الذين أشادوا بالدور الحيوي الذي تلعبه حديقة مظهر في الحفاظ على التراث النباتي ونشر الوعي البيئي.
الإعلامي الكبير طارق علام، أكد على أهمية تسليط الضوء الإعلامي على هذه “الكنوز الخضراء” التي تحتاج إلى دعم واهتمام أكبر.
“الحلم الفردي يرحل صاحبه ويبقى الأثر”، قال الإعلامي طارق علام بتقدير، مشيرًا إلى رؤية الفنان أحمد مظهر التي تحولت إلى واقع ملموس يخدم الأجيال القادمة. ويبقى السؤال: هل ستلقى هذه الجوهرة البيئية الاهتمام والدعم اللازمين لتستمر في إزهار العلم والجمال في قلب القاهرة؟