مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

من باريس هنا القاهرة.. ريادة مصرية عربيا وإفريقيا ومصير مشترك دوليا.. دعم السودان ودول حوض النيل ومساندة الشعب الفلسطيني أبزر الملفات على مائدة القمة الفرنسية بحضور الرئيس السيسي

 

ليست المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الفرنسية باريس، بعدما كانت الزيارة الأولى في نوفمبر 2014 والثانية في نوفمبر 2015، أما الثالثة فكانت في أكتوبر 2017 والرابعة في أغسطس 2019، أما هذه المرة تأتي تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصري الحيوي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان الشقيق على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذلك للثقل الذي تتمتع به مصر على مستوى القارة الإفريقية بما يساهم في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول الإفريقية.

هذه الزيارة المهمة تؤكد على ما تقوم به مصر من دور ريادي في المنطقة العربية، خاصة وأن لها دور محوري في مساندة كل الدول العربية والإفريقية المجاورة، والتي يربطها مع مصر مصير مشترك ومصير مترابط منذ آلاف السنين ولا يمكن فصله وتاريخ واحد وتحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق بملف المياه ونهر النيل.

وبحسب الخبراء فإن هذه الزيارة دليل على قوة العلاقات، خاصة وأن مصر الآن تعد محط أنظار الجميع سواء للاتحاد الأوروبي أو الدول الأوروبية، مشددة على أن مصر تعد أكبر وأقوى دولة في القارة الأفريقية حاليًا، بالإشارة إلى أن الملف الليبي والقضية الفلسطينية التي طُرحت خلال القمة، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة للسودان حتى تندمج في الاقتصاد العالمي.

دعم السودان والقارة السمراء

يقول الدكتور كمال غلاب عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل جامعة الفيوم، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية للعاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية لدعم إعمار السودان والتنمية الأفريقية والحث على توجيه الاستثمارات للمنطقة ومساندة القضية الفلسطينية.

كما أن زيارة الرئيس السيسي، تأتى في ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط البلدين، وفى الوقت ذاته تلعب القاهرة دورًا فاعلًا لدعم المرحلة الانتقالية في السودان على الصعيدين الإقليمي والدولي، والذى يرجع للثقل الذى تتمتع به مصر على مستوى القارة الأفريقية بما يساهم في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول الأفريقية.

وعن أهمية الزيارة أكد غلاب بأنها جاءت في توقيت هام وحاسم، وخاصة في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية من أحداث، ويؤكد على مكانة مصر على الساحة العربية والدولية.

وأشاد عميد معهد دول النيل بالفيوم بالقضايا المهمة التي ناقشها الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة الفرنسية باريس مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني خاصة تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة وتأكيد التوافق بين القاهرة والخرطوم حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

تطورات الملفات الإقليمية

قال النائب الدكتور محمد منظور، عضو مجلس الشيوخ، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن أعمال القمة المصرية الفرنسية، التي عقدت بقصر الاليزيه بباريس، اليوم الاثنين، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، شهدت مواصلة المشاورات والتنسيق المُتبادل، وبحث آخر تطورات الأوضاع بين البلدين حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

موقف مصر بشأن القضية الفلسطينية

قد يهمك ايضاً:

وزيرة البيئة تناقش مع وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة …

دعم الأبحاث  و اعتماد معايير عالمية لتصميم المباني و بناء…

أضاف منظور، أن مُطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال القمة المصرية الفرنسية، بوقف أعمال العنف بشكل فوري في الأراضي الفلسطينية، يأتي بناءًا على موقف مصر الثابت بشأن القضية الفلسطينية من أجل التوصل إلى حل شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وفق حدود 1967.

وأشار إلى أن العلاقات بين مصر وفرنسا شهدت تطورًا غير مسبوق منذ أن تولي الرئيس السيسي مقاليد نظام الحكم على المستويات السياسية والاقتصادية والتنسيق الأمني والعسكري، فى ضوء التحديات الكبيرة على الصعيد الإقليمي الذي يتسم بالاضطرابات.

وأشار منظور، إلى أن العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط مصر وفرنسا انعكست ايجابيًا على ارتفاع قيمة الاستثمارات الفرنسية بمصر خلال العام المالي 2019 / 2020 ليسجل 349 مليون دولار مقابل 296,1 مليون دولار خلال العام المالي 2018 / 2019 بنسبة ارتفاع قدرها 17,9%، مُؤكدًا أن إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون دعمه لمصر في عمليات مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المُتطرف يأتي لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

دعم السودان للارتباط الوثيق للأمن القومي بين البلدين

 

كما أكد النائب الدكتور محمد منظور، عضو مجلس الشيوخ، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن حرص مصر على المشاركة في “المؤتمر الدولي لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان”، يأتي انطلاقًا من دعم مصر الكامل للسودان في كل المجالات وكذلك الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني.

بقيمة 56 مليار دولار.. مؤتمر باريس فرصة لإعفاء السودان من ديونه الخارجية

قال أبوبكر الديب، الباحث في الشأن الاقتصادي إن مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، يمثل فرصة لإعفاء السودان من ديون خارجية بقيمة 56 مليار دولار مستحقة لمؤسسات مالية دولية، ودائنين ثنائيين رسميين ودائنين تجاريين، ودائنين من نادي باريس، وهو تجمع دول ومؤسسات تدين له الخرطوم بأكثر من 22 مليار دولار، تشكل 38% من مجمل الديون الخارجية.

وأضاف أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم وغدا، إلى فرنسا للمشاركة في كل من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، تحقق 10 فوائد اقتصادية للقارة السمراء بشكل عام وللسودان علي وجه الخصوص، أهمها الاندماج في الاقتصاد العالمي، ورفع معدلات النمو الاقتصادي، والتغلب علي تداعيات فيروس كورونا، ونقل وتوطين التكنولوجيا، وتعزيز الاستثمار الأجنبي بها، وذلك ضمن الرؤية المصرية المتكاملة للتنمية في افريقيا.


وأوضح أن القارة السمراء في أشد الاحتياج لمكافحة الإرهاب والتطرف والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية الفساد وتمكين المرأة فضلًا عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، كما تحتاج إلي أكبر قدر من مساعدات التنمية ورفع مستويات المعيشة وتوفير فرص عمل لملايين العاطلين، وتطوير منظومتي التصنيع والزراعة في إفريقيا لتحقيق الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية وتحقيق التكامل الاقتصادي، ومكافحة الأمراض وتطوير التعليم والتدريب، وتحتاج التنمية المستدامة بإفريقيا حوالي 3 تريليون دولار وهي غير متوفرة دون مشاركة من القطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية.

وأشار الي أن مصر تسعي الي تعزيز الاستقرار ودعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب القارة، وإعادة إعمار مناطق النزاعات ونزع فتيل الأزمات، لافتًا إلى أن إفريقيا تمتلك 40% من موارد العالم الطبيعية ومع ذلك لا يتم استغلال تلك الموارد بالكيفية والسرعة اللازمتين لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية.

وأوضح الديب أنه خلال حكم الرئيس السيسي عادت مصر لأحضان القارة السمراء من خلال عشرات الزيارات ومئات الاجتماعات وحرصت القاهرة علي اعادة ادماج افريقيا في الاقتصاد العالمي، كما تحرص مصر علي تقديم دعم غير محدود لأمن واستقرار السودان، في جميع المجالات انطلاقا من الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل.

وأوضح أن بيانات صندوق النقد الدولي تفيد بأن السعودية أكبر دولة دائنة للسودان، بحوالي 4.6 مليار دولار.. وخلال الشهور القليلة الماضية، حصل السودان على قروض بمساعدة صندوق النقد الدولي ودول أخرى، بهدف سداد جزء من القروض المستحقة عليه، ليدخل إلى مبادرة عالمية لتخفيف الديون على الدول الفقيرة أُطلقت في عام 2020، فيما توقع رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السودان إن التقديرات الأولية تشير إلى أن برامج تخفيف أعباء الديون قد تسهم في تخفيض ديون السودان الخارجية إلى ما يصل لنحو ثمانية مليارات دولار.

وأشار إلى موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، على خطة تمويل ستساعد في تعبئة الموارد اللازمة لكي يغطي الصندوق حصته في تخفيف عبء ديون السودان، حيث قالت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيا في بيان، إن “خطة التمويل هذه تعتمد على جهد موسع للدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي، بما يشمل منحا نقدية ومساهمات مشتقة من الموارد الداخلية للصندوق وهذا يؤشر إلى خطوة مهمة في مساعدة السودان في عملية تطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي، وتحقيق تقدم نحو تنفيذ تخفيف للدين في ظل مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون فيما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أن فرنسا ستساعد السودان، المثقل بالديون والمنخرط في تحول ديمقراطي، على تسوية متأخرات ديونه مع صندوق النقد الدولي، بإقراضه 1.5 مليار دولار.

التعليقات مغلقة.