بقلم / المتولي إبراهيم إبراهيم
ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في مجال الطفولة
رغبت الشريعة في صلة الرحم ومعاملة الأقارب معاملة حسنة، ووضحت أن من فعل ذلك عرض نفسه لرضاء الله وثوابه وأجره الكثير. ففي الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم: ” من سرَه أن يُمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويُدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه ” وتكون صلة الأقارب بزيارتهم وتفقد أحوالهم والتصدق عليهم إن كانوا فقراء وهو بهذا يكون له أجر الصلة وأجر الصدقة.
قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” آل عمران:92. جاء أبو طلحة إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال:” يا رسول الله إن الله تعالى أنزل عليك ” ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” وإن أحب مالي إلى بيرحاء وأنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله..فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” بخ ذلك مال رابح ذلك مالي رابح قد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها فى الأقربين” فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ” رواه البخاري ومسلم.
ومهما يبدر من الأقارب من سوء معاملة وسوء خلق فليصفح عنه المسلم وليعفو عنه ولا يقطع صلته برحمه حتى لا يعرض نفسه لغضب الله وعقابه. قال تعالى: ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) ” سورة محمد.
وفي الحديث: قال أحد الصحابة: كنا جلوسًا عن النبي صل الله عليه وسلم فقال: ” لا يجالسنا اليوم قاطع رحم. فقام فتى من الحلقة فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء فاستغفر لها واستغفرت له، ثم عاد إلى المجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرحمة لا تتنزل على قوم بينهم قاطع رحم”. رواه الأصبهاني. وليس معنى الصلة أن من تصله من الأقارب لابد أن يصلك أو تقطع صلتك به بل ينبغي على المسلم المتمسك بدينه أن يصل من وصله ومن لم يصله لأنه حينما يصل أقاربه إنما يصلهم امتثالًا لتوجيه الشرع الحنيف وابتغاء مرضات الله. وفي الحديث: قال صل الله عليه وسلم: ” ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها” .
قال الله تعالى: ” وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ” النساء:36.
وقال تعالى: ” وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ” النساء:1. وقال تعالى: ” وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ ” الرعد:21. وقال تعالى: ” وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ ” العنكبوت:8
وقال تعالى: ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24) ” الإسراء:23-24. وقال تعالى: ” وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ” لقمان:14.
وفي الحديث قال رسول الله صل الله عليه وسلم حينما سُئل عن أحب العمل إلى الله تعالى؟ قال: ” الصلاة لوقتها ” ثم ” بر الوالدين” ثم ” الجهاد في سبيل الله” متفق عليه. وقال أيضًا: ” من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه، وليكرم ضيفه..” وقال تعالى عن صلة الرحم: ” من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته” في رواية للبخاري. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” من أحب أن يُبسط له فى رزقه فليصل رحمه”.. ويُنسأ له في أثره (أي يؤخر له في أجله وعمره) متفق عليه. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” الرحم معلق بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله” متفق عليه. وحين سُئل رسول الله من امرأتين أتجزىء الصدقة على أزواجهما، فقال لهما رسول الله ” لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة ” متفق عليه.
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله: قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” لايدخل الجنة قاطع رحم ” متفق عليه. وقال: ” إن أبَر البرَ أن يصل الرجل ودَ أبيه ” وبر أبويه بعد موتهما فقال: ” الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما ” رواه ابو داود.
وفي الختام دعونا جميعًا نسعى لتعزيز صلة الرحم ونجعل من زياراتنا لأقاربنا أو على الأقل الاتصال بهم تليفونيًا عادة يومية حتى نُصلح قلوبنا ونزرع في عقول وقلوب أولادنا القيم الدينية والأخلاقية وتقوى الروابط الأسرية مما ينعكس ذلك على مجتمعنا وينتشر الحب والسلام ولنعرف جميعًا أن صلة الرحم ليست واجب اجتماعي فحسب بل هي من أسباب رضاء الله عنا ووجود البركة في حياتنا
آخر الأخبار
الأوقاف تفتتح ٢٧ مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة
عاجل .. فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي يرعى احتفالية "يوم الثقافة" لتكريم رموز الإبداع المصري
ادم خضر يتألق في " شباب ع الهواء "
محافظ الإسكندرية يشارك الإخوة الاقباط احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد
مصر القديمة وطقوس عيد الميلاد المجيد في ندوة أدباء ومفكري مصر
رئيس وزراء البحرين: البرلمان العربي يضطلع بدور مهم في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك
تحرير 8 محاضر مخالفات تموينية في الحامول
مجلس جدة للحوار السلوكي يعقد حواراً ثقافياً بعنوان الهوية واكتشاف الذات
الأعلى للإعلام يعقد جلسة نقاشية حول «سبل تطوير الإعلام المصري»
إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام .
التعليقات مغلقة.