صرّحت الناشطة الحقوقية منى عبدالغفار خليفة، بأن ما يُعرف اليوم بـ “المدرسة الغزالية” يمثل واحدًا من أهم التحولات الفكرية التي يشهدها المشهد العربي في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن هذه المدرسة تقدّم رؤية سياسية واقعية تعيد صياغة القومية العربية بروح جديدة تتسق مع متطلبات الدولة الحديثة وتحديات الإقليم.
وقالت: الناشطة الحقوقية مني عبدالغفار خليفة، إن المدرسة الغزالية — كما بلورها المفكر السياسي محمد غزال — تنجح لأول مرة منذ عقود في تحويل القومية العربية من مجرد خطاب تعبوي أو حنين تاريخي إلى مشروع عملي يعتمد على الإصلاح السياسي، وتمكين الدولة الوطنية، وبناء وعي مدني جديد قادر على مواجهة محاولات التفتيت التي يتعرض لها الإقليم.
*القومية كقيمة إنسانية لا كسلاح سياسي*
وأوضحت أن “المدرسة الغزالية” تنطلق من نظرة تعتبر القومية العربية منظومة قيم قائمة على احترام التنوع والانتماء المشترك، لا باعتبارها أداة صراع أو وسيلة مواجهة بين الشعوب والدول.
وأضافت أن هذا الطرح يُعد تحولًا مهمًا في الخطاب العربي، لأنه يعيد القومية إلى موقعها الطبيعي كإطار ثقافي وحضاري يمنح الهوية العربية قوتها دون أن يتعارض مع الدولة الوطنية أو مشروعها المؤسسي.
*الدولة الوطنية أساس النهضة وليس ساحتها للصراع*
وأكدت علي أن ما يميز “المدرسة الغزالية” هو تمسكها بفكرة أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من داخل الدولة، وأن أي مشروع سياسي لا يحترم استقرار الدولة ولا يدعم مؤسساتها يتحول تلقائيًا إلى وصفة للفوضى.
وشددت على أن المدرسة تتعامل مع الدولة بوصفها “البيت الكبير” الذي يضم الجميع، وليس طرفًا في مواجهة مع المجتمع، وهو ما يفتح الباب أمام مصالحة واسعة بين المواطن ومؤسساته.
_الإنسان في قلب المشروع … الشباب عموده الفقري_
وأشارت إلى أن “المدرسة الغزالية” تُعيد الإعتبار للإنسان العربي — وخاصة الشباب والمرأة — باعتبارهما ركيزة نهضة الأمة، مؤكدة أن المشروع القومي الذي لا يخاطب الإنسان ولا يرفع قدره لن ينجح مهما كانت شعاراته.
وأضافت أن الرؤية الغزالية تدعو إلى تأهيل كوادر سياسية جديدة تمتلك القدرة على التحليل والعمل المؤسسي، وليس مجرد المشاركة الرمزية أو الظهور الإعلامي.
_التحول الرقمي … وسيلة للحفاظ على السيادة_
ورأت أن “المدرسة الغزالية” تنظر إلى التحول الرقمي كعنصر أساسي للأمن القومي العربي، مشيرة إلى أن إمتلاك التكنولوجيا ليس ترفًا، بل أداة سيادة تضمن استقلال القرار السياسي، وتمنح الدول العربية موقعًا فاعلًا في الاقتصاد العالمي.
*خطاب عقلاني بعيد عن المزايدات*
وأضافت أن “المدرسة الغزالية” تتميز بقدرتها على قراءة الأزمات الإقليمية قراءة واقعية بعيدة عن الإثارة الإعلامية، مستشهدة بتحليلات محمد غزال لعدد من الملفات الحساسة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية – الإيرانية (حرب الـ12 يوم)، والأزمة المائية، والتوترات الإقليمية.
وأشارت إلى أن هذا النوع من الخطاب هو ما تحتاجه الساحة العربية اليوم، لأنه يعتمد على المعلومات والتحليل، لا على الانفعال والشعارات.
*مشروع يعيد التوازن للمنطقة*
وأكدت علي أن الرؤية الغزالية تمثل مدخلًا لإعادة صياغة المشروع العربي على أسس أكثر تماسكًا، عبر:
دعم الدولة الوطنية.
بناء محور عربي للاستقرار.
تحديث القومية العربية لتناسب العصر.
تعزيز التكامل بين الدول بدل الصدام بينها.
وختمت تصريحها بالتأكيد على أن “المدرسة الغزالية” ليست مجرد فكرة جديدة، بل فرصة تاريخية لإحياء الوعي العربي وصياغة مشروع قومي عصري، يوازن بين الهوية والمواطنة، ويحمي الدولة، ويمنح الشباب دورًا حقيقيًا في صناعة المستقبل.
