مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“منة مدحت” تعيد إحياء فن الجوابات والخط العربي

كتبت : دعاء مصطفي

 

في زمن سيطرت فيه الرسائل السريعة والتواصل الرقمي، نجحت الشابة منة مدحت (29 عاماً)، خريجة كلية التجارة الخارجية، في لفت الأنظار من خلال مشروع فني مختلف أعاد إحياء فن الجوابات والمراسيل المكتوبة بخط اليد، معتمدة على موهبتها في الخط العربي والرسم والهاند ميد .

 

بدأت علاقة منة بالفن منذ طفولتها، حيث كانت تمارس الرسم والتلوين بشكل دائم، وأدركت مبكراً امتلاكها لموهبة فنية ، وفي المرحلة الإعدادية، سعت للالتحاق بكلية الفنون الجميلة لصقل موهبتها أكاديمياً، إلا أن ظروف التنسيق حالت دون تحقيق هذا الحلم، ما تسبب لها في حالة من الإحباط لاحقًا .

 

ومع التحاقها بالجامعة، توقفت منة عن الرسم لمدة عامين، قبل أن تشهد حياتها نقطة تحول حقيقية خلال فترة جائحة كورونا، حيث قررت الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، إدراكًا منها لتأثيرها السلبي على الإبداع والتركيز. استعادت أدوات بسيطة من ورق قديم وأقلام خط عربي وأظرف وطوابع من مقتنيات والدها، لتكتشف موهبة مميزة في الخط العربي، خاصة في كتابة الجوابات، التي تعتبرها أكثر الوسائل صدقاً ورومانسية في التعبير عن المشاعر .

ومن هنا، انطلقت منة في مشوارها الفني، حيث قامت بتصوير أعمالها ومشاركتها عبر صفحة خاصة على موقع فيسبوك، ولاقت تفاعلاً واسعاً من المتابعين، شجّعها على الاستمرار وتطوير تجربتها. وخلال شهر رمضان، اعتادت نشر أدعية مكتوبة بخط يدها، وهو ما حظي بإقبال كبير، حتى أصبح المتابعون ينتظرون هذه الأدعية يومياً، ويطمئنون عليها في حال غيابها، في مشهد يعكس عمق التأثير الإنساني لأعمالها.

 

قد يهمك ايضاً:

«صناع الخير» تُجري عمليات جراحية لعدد من الأطفال مرضى القلب…

الهجرة بين الفعل الإيماني والرؤية الحضارية: قراءة في مشهد…

وتؤكد منة أن أكثر ما يمنحها الدافع للاستمرار هو تفاعل الجمهور وتعليقات المتابعين، إضافة إلى تقييمات العملاء بعد استلام طلباتهم، مشيرة إلى أن شعورها بأنها سبب في إسعاد الآخرين يُعد أكبر إنجاز حقيقي لها .

وخلال الفترة الماضية، حققت منة مدحت عدداً من الإنجازات اللافتة، من بينها الظهور في عدة لقاءات تلفزيونية، كان آخرها عبر قناة صدى البلد، إلى جانب نشر العديد من المقالات الصحفية التي تناولت تجربتها ومسيرتها الفنية، ما عزز من حضورها الإعلامي ورسّخ اسمها كإحدى النماذج الشابة المميزة في مجال الهاند ميد .

وعن طموحاتها المستقبلية، تحلم منة بافتتاح جاليري خاص لعرض أعمالها الفنية، لا يقتصر على إنتاجها الشخصي فقط، بل يكون منصة داعمة لأصحاب المواهب، خاصة في مجال الهاند ميد، لإتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم، إيماناً منها بأهمية دعم المبدعين الشباب، وسعياً لأن يصبح هذا الجاليري الأكبر من نوعه في مصر والوطن العربي .

وتُعد قصة منة مدحت مثالاً ملهماً على قدرة الشغف والإيمان بالموهبة على تجاوز التحديات، وتحويل الإحباط إلى طاقة إبداعية تصنع أثراً حقيقياً في المجتمع .